أفادت رئاسة الجمهورية التونسية في بلاغ لها نشر على صفحتها بموقع فيسبوك اليوم الخميس 09 فيفري 2023 عن إستقبال رئيس الجمهورية قيس سعيّد بقصر قرطاج ل”نبيل عمّار” وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج.
ووفق ذات المصدر فإن اللقاء “قد تناول عددا من القضايا المتعلقة بسير عمل الوزارة وضرورة الإسراع بإعداد مشروع حركة رؤساء البعثات الدبلوماسية والدائمة والقنصلية على أن يكون المقياس الوحيد هو الكفاءة ومساءلة أي مسؤول إذا لم يقم بواجبه الوطني المقدّس في الدفاع عن مصالح الدولة التونسية وتقديم الخدمات اللازمة لمواطنينا بالخارج.”
وفي سياق متصل قرر الرئيس قيس سعيد الترفيع في مستوى التمثيل الدبلوماسي التونسي بالعاصمة السورية دمشق، مؤكدا على وقوف الشعب التونسي إلى جانب الشعب السوري الشقيق و”أن قضية النظام السوري شأن داخلي يهمّ السوريين بمفردهم والسفير يُعتمد لدى الدولة وليس لدى النظام.” وفق نص البلاغ.
وذكّر سعيد حسب بيان الرئاسة المذكور ب”عديد المحطات التاريخية التي عاشتها سوريا منذ بداية القرن العشرين والترتيبات التي حصلت منذ ذلك الوقت لتقسيمها. كما تطرق إلى التجربة الدستورية السورية وكيف تم حصار المجلس الذي كان سيضع دستورا سوريا وما تبعه من أيام دامية نتيجة رفض السوريين لأي تدخل أجنبي.”
وكان هذا اللقاء مناسبة أكّد من خلالها رئيس الجمهورية أن السيادة الوطنية فوق كل اعتبار فكما لا نقبل التدخل في الشؤون الداخلية للدول لا نقبل بالتدخل في شأننا الداخلي، ولا نقبل الانخراط في سياسات المحاور فسيادة الشعب في الداخل هي مصدر السلطة وسيادة الدولة على المستوى الدولي هي نتيجة للإرادة الحرّة والمستقلة للشعب التونسي، حسب المصدر ذاته.
ووفق البلاغ المذكور فقد “عبّر رئيس الدولة عن ضرورة توضيح الحقائق لتفنيد ادعاءات من ارتموا في أحضان الخارج للإساءة لتونس وشعبها لأنه لا وطنية لديهم بل يستبطنون داخلهم العمالة والخيانة والهوان.” حسب قوله.
كما تم التطرق خلال هذا اللقاء إلى مشاركة تونس في المؤتمر رفيع المستوى لدعم مدينة القدس حيث ذكّر رئيس الجمهورية بالموقف التونسي الرسمي والشعبي من هذه المظلمة المتواصلة على مدى أكثر من قرن ومساندته لحق الشعب الفلسطيني في أرضه السليبة حتى يقيم دولته وعاصمتها القدس الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
جدير بالذكر أن تونس قطعت علاقاتها الدبلوماسية إبان فترة تولي المنصف المرزوقي لرئاسة الجمهورية في فيفري 2012 إضافة إلى إستضافة مؤتمر أصدقاء سوريا، كمساندة للمعارضة السورية حينها.
وبدأ التقارب التونسي السوري يعود تدريجيا إثر لقاء ثنائي إنتظم بين وزير الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج السابق عثمان الجرندي بنظيره السوري فيصل المقداد على هامش إجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة سبتمبر 2021.
كما جمع لقاء آخر رئيس الجمهورية قيس سعيد بوزير الخارجية السوري بالعاصمة الجزائرية في الذكرى ال60 لإستقلال الجزائر جويلية 2022، وتوجيه سعيد رسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد.
وتطالب جمعيات وأحزاب تونسية عديدة على غرار حزب التيار الشعبي وحركة الشعب والمنظمة التونسية للتسامح … بضرورة إعادة العلاقات مع سوريا، لتكون آخر هذه المطالبات في وقفة إحتجاجية نظمت عشية اليوم الخميس 09 فيفري 2022 أمام المسرح البلدي تفاعلا مع حادثة الزلزال التي شهدتها مناطق من سوريا وتركيا، حيث رفع المتظاهرون شعارات تنادي بهذا المطلب.
نقاش حول هذا المنشور