أفادت مصادر إعلامية متطابقة أن حركة النهضة باتت تدرس جديّا إمكانية تأجيل مؤتمرها الحادي عشر الذي كان من المزمع عقده في أكتوبر القادم.
ويعود قرار النهضة في التوجه نحو التأجيل إلى تواجد عدد من قياداتها البارزة رهن الايقاف، كما أن القرار الأخير بوضع رئيس مجلس شورى الحركة عبد الكريم الهاروني قيد الإقامة الجبرية الدافع الأهم.
ونقلت وسائل إعلام قريبة من حركة النهضة أن مجلس الشورى الذي انعقد أمس الأحد 03 سبتمبر 2023 قد قرّر دراسة إمكانية تأجيل المؤتمر إلى وقت غير معلوم مع الإبقاء على أشغال المؤتمرات المحلية والجهوية.
كما كلف مجلس الشورى فريقا بدراسة إمكانية تأجيل المؤتمر، حيث ستنظر لجنة النظام واللوائح في الجانب القانوني لهذه الخطوة.
وفي ذات السياق ساهمت التسريبات الأخيرة التي تتحدث عن “صفقة” بين النهضة والسلطة يكون ثمنها التخلي عن القيادات التاريخية للحركة مقابل إحداث قيادات جديدة مهادنة مع إجراءات 25 جويلية 2021، ساهمت في إحداث نوع من الاضطراب والتململ داخل صفوف حركة النهضة والدفع الفعلي نحو التأجيل.
وقد نقلت قناة الزيتونة، القريبة من حركة النهضة، أن الأخيرة ستتقدم بشكوى ضد الصحفية شهرزاد عكاشة حول هذه التسريبات.
وفي تعليقه على هذه التسريبات، نفى القيادي السابق في الحركة، محمد القوماني اليوم أي صحة لما يروج حول وجود صفقة ستبرم في هذا الاطار.
وقال القوماني في مداخلة له على اذاعة “أي اف ام” تعليقا عما يروج عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعن علاقته بشقيق رئيس الجمهورية نوفل سعيد” اولا اشدد على ان ما تم تداوله من ان لي صلة ربما باسماء مرشحة لمؤتمر حركة النهضة او بدور سياسي اؤكد اني استقلت واغلقت قوس تجربتي مع حركة النهضة نهائيا ونفس الشيء بالنسبة لصداقتي بالاستاذ نوفل سعيد شقيق رئيس الجمهورية التي كانت موجودة واستمرت لكنها توقفت منذ يوم 25 جويلية 2021 ولم يعد لنا اي تواصل مباشر ولا غير مباشر لا في السياسية ولا في غيرها هذا حتى تكون الامور واضحة وخاصة للرد على بعض التدوينات وحتى بعض التحاليل الاعلامية.”
واضاف “اما بصفة عامة وكناشط سياسي معني بالشأن العام فارى ان تونس تحتاح فعلا الى حزب محافظ والى تعبيرة ديمقراطية محافظة تتجاوز صيغة ما عرف بالاسلام السياسي وتستفيد من تجارب في اوروبا او في غيرها من خلفية الاحزاب الديمقراطية المحافظة… ترتيبة وطنية بعيدة عن الايديولوجيات وعن تيه الصراع الحداثي الاسلامي وانا عبرت اكثر من مرة على ان صيغة الاسلام السياسي التقليدية التي تاسست مع الاخوان المسلمين في بداية القرن العشرين استنفدت اغراضها ولم تعد تجيب على الساحة …”
وتابع ” من حيث العلاقة مع السلطة دائما اقول اني ارفض معجم الحرب قبل الثورة وبعد الثورة ولا اعتبر ان البلاد في حركة تحرر وطني مثلما يقول رئيس الجمهورية .. هذا مصطلح لا يتماشى مع واقعنا او في التعاطي مع المعارضة ومع الوطن ولا نحن في حالة مقاومة او قطيعة والبعض يتحدث عن التطبيع مع السلطة وهذا معجم مسقط على واقعنا فالصراع السياسي لا يقوم على العداوة بل يقوم على التنافس… وفي تقديري فان سلطة 25 جويلية ذهبت بعيدا في ارساء وضعية سياسية جديدة خاصة بعد الدستور والبرلمان وبقية المحطات والمعارضة فشلت في ما سمته مهمة اسقاط الانقلاب في الاشهرالمناسبة ربما لذلك ولذلك فان الوضع الجديد يحتاج الى تعاط وفي رايي تبقى صناديق الاقتراع هي الفيصل في حسم الصراع مع السلطة” ..
نقاش حول هذا المنشور