تأزّمت وضعية الحارس أيمن دحمان في نادي الحزم السعودي بعد قبول شباكه لتسعة أهداف كاملة في المباراة ضدّ الهلال الذي فسخ الرقم القياسي الي كان يملكه نادي الاتحاد منذ 12 عاما بهزمه يوم 2 نوفمبر 2011 نادي القادسية (8-0) وأعرض نتيجة قبلها الحزم كانت في موسم 2010-2011 بانهزامه ضدّ الوحدة (1-8) وانهالت الانتقادات اللاّذعة على الحارس دحمان وحتى جمهور النادي الصفاقسي تنمّر عليه وكان قاسيا معه واعتبر أنه تكبّر على السي آس آس وتخلّى عنه من أجل المال دون التفكير في عواقب اختياره خاصة أنّ الحزم السعودي صعد حديثا للدوري الممتاز ولم يقم بانتدابات قيمة..
فدحمان دفع الفاتورة باهظة ويمرّ هذه الأيام بوضعية متأزمة خاصة أنه خسر مكانه كأساسي في المنتخب الوطني وتحوّل الى «بنّاك» مع الحزم بعد أن قفز عليه الحارس ابراهيم زايد.
ويمكن القول إنّ أيمن دحمان تعرّض الى «صابوطاج» لإجباره على فسخ العقد٬ وتشريكه كأساسي في المباراة ضدّ الهلال كان مخطّطا مدروسا من المدير التنفيذي للحزم فهد العايد الذي نسق مع مدير الكرة أحمد الحربي لتوريط دحمان وتسهيل خروجه بأخفّ الأضرار!
في البداية توقّع دحمان مثل هذا المأزق ولو أنّ وكيل أعماله أغراه بالامتيازات الخيالية في الفريق السعودي بالحصول على حوالي 6 مليارات في عامين في وقت أنّ السي آس آس منحه عقدا يتضمّن جراية بـ70 ألف دينار..
وسأل دحمان المسؤولين بالحزم السعودي عن الآفاق المستقبلية للنادي قبل الإمضاء لموسمين فأوهموه بأنّ الإدارة بصدد التفاوض مع لاعبين محنّكين لانتدابهم لتعزيز صفوف النادي٬ وبعد أن أمضى العقد وقف على حقائق مرّة فالانتدابات كانت هزيلة وخط الدفاع غير متناغم كما أنّ الفريق ظهر بمستوى متواضع والدليل قبول شباكه لـ41 هدفا في 14 مباراة (منها 25 هدفا في شباك أيمن دحمان)!
فدحمان ذهل لعدم حصوله على أيّ ريال بعد مرور أكثر من شهر كما أنه لا يتدرّب بالكيفية التي يحبّذها بحكم إفلاس مدرب الحراس وقد تذمّر مرارا للمدرّب السابق البرتغالي انطونيو فيليب كما أنّ إدارة النادي راوغته ولم تمكّن دحمان من المنزل الذي اختاره إضافة الى أنه وجد صعوبات لجلب زوجته للإقامة معه بعد أن مكّنوها من تأشيرة لمدّة شهر فقط !!
فدحمان توقع أن يكون احتياطيا في مباراة الهلال خاصة أنه كان مع المنتخب الوطني في رحلة شاقة الى المالاوي وعاد الى السعودية قبل 72 ساعة من موعد المباراة ولم يتدرّب بالكيفية المطلوبة وصُدم لما أشعره المدرّب الأوروغواياني دانيال كارينيو بأنه سيكون الحارس الأساسي في مباراة الجولة 14 للبطولة رغم أنه لم يشارك في 4 مقابلات متتالية وكان احتياطيا للحارس ابراهيم زايد٬ ففي آخر المقابلات ضدّ نادي الأخدود (1-2) كان دحمان «بنّاك»٬ وطبيعي أن تقبل شباكه «صابة» من الأهداف استقرّت على 9 رغم غياب «دينامو» الهلال (البرازيلي نيمار).
وعرف دحمان أنه تعرّض الى «صابوطاج» من المدير التنفيذي للحزم فهد العايد الذي يكنّ له العداء لأنّ وكيل أعمال الحارس تفاوض مباشرة مع رئيس الحزم سلمان المالك.. وعلم أيمن دحمان أنّ المدير التنفيذي أقنع المدرّب بضرورة التخلي عن حارس المنتخب التونسي وهو بصدد التفاوض مع حارس آخر. وعلمنا أنّ دحمان أسرّ لبعض المقرّبين أنه تعرّض الى «صابوطاج» بتشريكه كأساسي في مباراة الهلال رغم أنه لم يلعب 4 مقابلات متتالية كما أنّ المدير التنفيذي للحزم طالبه بفسخ العقد بالتراضي في الميركاتو الشتوي وأكد أنه لم يكن جاهزا لخوض المباراة ضدّ صاحب الطليعة وصاحب أحسن خط هجوم (43 هدفا في 14 مقابلة)..
وعلّق أيمن دحمان على هذه الهزيمة القاسية والتاريخية فذكر للصحافة السعودية أنّ الجميع يتحمّل المسؤولية مضيفا أنّ على اللاعبين المزيد من العمل خلال المرحلة القادمة لتخطّي هذه الفترة الصعبة. وعن عدم مشاركته بشكل مستمرّ مع الحزم قال دحمان إنّ هذه رؤية المدرّب ويحترمها وعليه فقط أن يعمل لكي يكون جاهزا دائما..
والثابت أنّ مدرّب المنتخب الوطني جلال القادري اتصل بدحمان لشحذ عزائمه ومطالبته بالعمل وعدم الاهتمام بالسخافات.
ومن الصعب أن يكون دحمان أساسيا في المباراة القادمة ضدّ نادي الرياض (يوم 30 نوفمبر) وهو في قمّة الإحباط ومصرّ على تغيير الأجواء بعد أن ساءت علاقته مع المسؤولين إضافة الى لاعبي خط الدفاع الذين لم يكن متناغما معهم (قبلت شباك الحزم 16 هدفا في 7 مقابلات).
نقاش حول هذا المنشور