من قال إنّ بطولتنا محترفة فهو مخطئ.. بل هي هاوية ويسودها «القعباجي» والدليل أنّ المكتب الجامعي لكرة القدم حذّر كلّ الأندية من عدم إرسال التقارير المالية التقديرية قبل بداية كلّ موسم.. وانطلاقا من موسم 2022-2023 يمكن للمكتب الجامعي منع فريق منخرط بالجامعة من النشاط في الرابطة المحترفة الأولى والثانية في صورة تفاقم ديونه وتعديها السقف المحدّد..
ونستغرب كيف اكتفت جامعة الكرة بالفرجة ولم تطبّق الإجراء المتّخذ منذ ماي 2020 ٬ فالنادي البنزرتي لم يقدّم تقاريره المالية في عهدي مهدي بن غربية وعبد السلام السعيداني والمثير للاستغراب أنّ جامعة الكرة شكّلت لجنة الطوارئ في جانفي 2021 لفتح الملفات المالية لبعض الأندية وبدأت آنذاك باستجواب الرئيس السابق للنادي الافريقي عبد السلام اليونسي.
خرق للقانون:
كما أطلق المكتب الجامعي في عام 2020 برنامج إحاطة ودعم للجمعيات نظرا للصعوبات المالية وتفاقم الديون. وأمام عدم استظهار بعض الجمعيات بالتقارير المالية في المواعيد المحدّدة تقرّر تكليف هيئة رقابة للتصرّف المالي في الحسابات المالية للنادي البنزرتي والنادي الإفريقي واتحاد بنقردان ومستقبل قابس وترأس هذه اللجنة أمين مال الجامعة ابراهيم عبيد بمساعدة ثلّة من الخبراء في المجال المالي والقانوني٬ وسترفع هيئة الرقابة تقريرها الى المكتب الجامعي لاتخاذ القرارات المناسبة٬ وإلى حدّ الآن لا أثر لأيّ تقرير بل وقع التكتّم على هذا الموضوع.
فهل يعقل أن يعقد النادي البنزرتي جلسة عامة انتخابية دون تقديم التقرير المالي في فترة عبد السلام السعيداني والاكتفاء بالتقرير المالي الخاص باللجنة التسييرية والذي تضمّن فائضا ماليا قدره 700 دينار وقد دفع الرئيس الحالي سمير يعقوب 328 ألف دينار من ماله.
أندية دون تقارير مالية:
وحتى التقرير المالي لـ«السي آ بي» في عهد مهدي بن غربية لم يقع تقديمه وآخر تقرير مالي لفريق قرش الشمال تمّ عرضه في الجلسة العامة الخارقة للعادة يوم 11 جانفي 2019 وسُجّل فيه عجز بقيمة 7 مليارات و217 ألف دينار. وبلغت جملة الديون حسب تأكيد الرئيس السابق الى 11 مليارا موضحا وجود تجاوزات في عهد الهيئة السابقة.. وقد تورّط السعيداني في قضايا صكوك دون رصيد وصدرت في شأنه 3 أحكام بالنفاذ العاجل يتضمّن كلّ حكم منها 5سنوات سجنا.
وحتى النادي الإفريقي لم يستظهر بالتقرير المالي في عهد سليم الرياحي ولو أنّ الديون ناهزت آنذاك 82 مليارا منها 60 مليون دينار دفعها الرئيس السابق سليم الرياحي والمضحك أنّ هيئة يوسف العلمي رفعت ضدّه قضية عدلية بسبب تحويله لأموال صفقة ديارا لحسابه الخاص!! فهيئة الإفريقي المستقيلة ورثت تركة ثقيلة إذ وجدت 76 ملفا منها 48 نزاعا قانونيا محليا ونجحت في تسوية 75٪ من القضايا ولم يبق إلاّ 3٬2 مليون دينار لرفع عقوبة المنع من الانتداب واستعصى عليها تسوية 8 ملفات لغياب المال.
الجامعة «فرايجية»:
صحيح أنّ جامعة الكرة ساعدت الأندية بمئات الملايين وسهلت عليها جدولة الديون بالمليارات٬ كما تدخّلت في إنقاذ 14 فريقا من خلال تكفلها بدفع خطايا الفيفا لتجاوز خصم النقاط.. ولا ننسى الديون المفزعة للجمعيات في الرابطة الأولى لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والتي وصلت الى 55 مليارا في عام 2022 .
والآن بعد أن «وحل المنجل في القلّة» فإنّ جامعة الكرة ستواصل سياسة إغماض العينين عن الأندية التي لم تطبّق القانون مع تقديم مساعدات مالية٬ خاصة أنّ التلفزة الوطنية زادت في متاعب الجمعيات بحرمانها من مداخيل النقل التلفزي لموسمين متتاليين…
نقاش حول هذا المنشور