أعلن مجموعة من الصحفيين والمصورين و الممثلين لوسائل إعلام تونسية عن انسحابهم من مشروع “تكلّم بيئة” لأكاديمية “دويتشه فيله” الألمانية، وذلك “التزامًا بأخلاقيات المهنة واحتجاجًا على تغطية قناة دويتشه فيله المتحيزة إلى صف إسرائيل، ورفضًا لازدواجية المعايير وتناقض القول والممارسة، وإيمانًا راسخًا بحق أهل غزة وعموم فلسطين في الحياة وتحقيق المصير”، وفق نص بيان نشرته المجموعة.
وكشف الصحفيون والمصورون التونسيون وآخرون من المنطقة المغاربية أنهم لاحظوا منذ 7 أكتوبر المنقضي وجود إخلال من قبل وسائل الإعلام الغربية بالأخلاقيات المهنية في تغطيتها لمجريات الأحداث في فلسطين المحتلة، ومنها قناة دويتشه فيله، وتحيزها إلى الجانب الإسرائيلي وروايته للأحداث، واصطفافها مع هذا النظام الاستعماري رغم ما يمارسه علنًا من إبادة جماعية وتطهير عرقي وتصفية وتنكيل، وتضييق”.
واعتبر الموقعون على نصّ البيان أنّ “هذه التغطية الداعمة لإسرائيل إذ تتجاهل ما جاء في المواثيق الدولية فيما يخص القضية الفلسطينية وتقارير المنظمات الإنسانية فيما يخص الانتهاكات والمجازر الموثقة لجيش الاحتلال، فهي تزيد من غطرسة دولة الاحتلال وتخدم أهدافها التوسعية الإبادية وتضفي شرعية على ممارساتها الوحشية بحق الفلسطينيين في غزة وكل الأراضي المحتلة”.
وأشار الموقعون أنّهم عاينوا “ازدواجية صارخة في المعايير لدى وسائل الإعلام الغربية، ومنها دويتشه فيله بمقارنة تغطية الحرب على أوكرانيا والحرب على غزة”، مؤكدين أنّ “ذلك إن دلّ على شيء فهو تأكيد تجذّر الفوقية الأوروبية البيضاء، ومزيد تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم”.
وتابعوا أنهم لمسوا تناقضًا بين ما ترفعه أكاديمية دويتشه فيله من شعارات “إعلام حر، رأي حر، أناس أحرار”، وما تضعه لمشاريعها من أهداف “تعمل مشاريعنا على تعزيز الحق الإنساني في حرية التعبير والوصول إلى المعلومات دون عوائق” من جهة، والممارسة الفعلية لقناة دويتشه فيله في تغطيتها لمجريات الحرب على غزة، معتبرين أنّ ذلك “يثير التساؤل عن معنى ما تقدّمه الأكاديمية من تدريبات وما تنقله من معرفة في مجال صحفي بعينه، إذا كانت المؤسسة الأم تتركه جانبًا في مجال آخر”.
نقاش حول هذا المنشور