على شاطئ مشمس في أحد فنادق المنطقة السياحية بالقنطاوي في سوسة، حدثت واقعة نادرة ومؤثرة: 132 سلحفاة بحرية شهدت النور تحت أنظار المصطافين المذهولين، الذين أصبحوا شهودًا على معجزة طبيعية في قلب الصيف.
بدأ كل شيء قبل أربعة أيام عندما لاحظ أحد موظفي المنشأة حركات غريبة في الرمال. وعند الحفر برفق، اكتشف عشًا عميقًا بعمق حوالي 50 سم، يحتوي على آخر السلاحف المحاصرة. تم الإبلاغ فورًا إلى المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحر (INSTM).
تحت إشراف ألفة الشايب، الباحثة في المعهد والمسؤولة عن البرنامج الوطني لمتابعة السلاحف البحرية، تم تنظيم عمليات الإنقاذ. وفقًا لموزاييك إف إم، من بين حوالي 140 بيضة وضعتها السلحفاة الأم قبل بضعة أسابيع، فقست 132 منها وأنتجت سلاحف صغيرة حية، جاهزة للعودة إلى موطنها الطبيعي: البحر الأبيض المتوسط.
لكن ما جعل الحدث أكثر تميزًا هو التعبئة العفوية لعشرات الأشخاص الموجودين على الشاطئ. السياح، موظفو الفندق، الأطفال، العلماء… جميعهم قدموا يد العون لتحرير المخلوقات الصغيرة، وتأمين مرورها إلى البحر، ومنعها من الانحراف بسبب العوائق أو الأضواء الاصطناعية.
في هرقلة، تم اكتشاف عش رابع بفضل الجهود المشتركة. في السبت 12 جويلية 2025، على شاطئ مدفون في هرقلة، تم اكتشاف آخر. خلال عملية تمشيط منتظمة، أجريت بالشراكة بين فرقة 17 لحماية السلاحف البحرية وعمال إدارة الغابات في مدفون، تم اكتشاف آثار صعود سلحفاة بحرية، مما أدى إلى اكتشاف العش الرابع للموسم في هذه المنطقة.
أصبحت شواطئ المنطقة – من مفتاح إلى هرقلة مرورًا بشط مريم والقنطاوي – مناطق تعشيش مفضلة، بفضل جودة الرمال، ونظافتها، وهدوئها النسبي، وهي ظروف مثالية لوضع البيض بين ماي وجويلية.
يذكر المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحر أخيرًا بأهمية اليقظة المدنية. كل إبلاغ عن عش أو فقس يعد مهمًا لبقاء هذه الأنواع المهددة، التي تعود كل صيف لكتابة قصتها على الشواطئ التونسية.
نقاش حول هذا المنشور