مرت أمس الذكرى ال56 لزيارة كوكب الشرق أم كلثوم الى تونس التي توافق يوم 30 ماي 1968 في زيارة وصفت بالتاريخية.
وأحيت أم كلثوم خلال زيارتها تلك الى تونس حفلين بقصر الرياضة بالمنزه يومي 31 ماي (الموافق لليوم) و3 جوان.
وكانت لأم كلثوم أنشطة أخرى في تونس وزيارات إلى عدة مناطق من البلاد تم توثيقها في شريط أهدته التلفزة المصرية لنظيرتها التونسية منذ 49 عاما، وتحديدا بمناسبة وفاة السيدة أم كلثوم في فيفري 1975.
وكان الإقبال على الحفلين أكبر من التوقعات وقد أمضت أم كلثوم في تونس 10 أيام تم خلالها تكريمها من الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة ومن عديد الهيئات الرسمية بتونس.
كما كان كوكب الشرق خلال رحلتها تلك زيارات لبعض المؤسسات والجمعيات الخيرية والمناطق الأثرية والسياحية.
وفي مثل هذه الليلة 31 ماي 1968رفع الستار عن سيدة الغناء العربي أم كلثوم، فاهتزت القاعة بتصفيق 5 آلاف متفرج جاؤوا من كل مكان في تونس، وبلاد عربية أخرى لحضور أول حفلة لها في تونس.
وكان يتقدم الحضور انذاك الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة وزوجته السيدة وسيلة، بالإضافة إلى الوزراء والمسؤولين.
وكانت الكلمة المغناة قادرة على لملمة الجراح في زمن الضياع، والانتصار على آلام الهزيمة في وقت الانكسار، وتجاوز مخلفات نكسة جوان 1967.
وقالت أم كلثوم انذاك تصريحها الشهير :”أنا في قطعة من وطني.. وطن العرب.. كل العرب.. تونس الخضراء”.
الباحث المصري “كريم جمال” تناول في كتابه “أم كلثوم وسنوات المجهود الحربي”، الصادر عن دار تنمية للنشر، والحائز على جائزة الدولة التشجيعية في مجال العلوم الاجتماعية في مصر، تناول الابعاد الاخرى لزيارة ام كلثوم الى تونس.
فجمال يسلط الضوء في كتابه على دور السيدة أم كلثوم الذي تجاوز كونها فنانة يعشقها الجمهور العربي ويطرب لها الى سفيرة و”دبلوماسية ماهرة” ساعدت عبد الناصر.
الكاتب المصري يروي أن “الست” انطلقت اثر نكسة 1967 في جمع التبرعات لاعادة بناء الجيش المصري وتعصيره وتسليحه اضافة ما يسميها الكاتب ب”التعريف بالقضية المصرية”.
في زيارتها الى تونس، تجاوز دور ام كلثوم كل ذلك ليتعداه إلى تحسين العلاقات بين الدولة المصرية وتونس.
جمال تطرق إلى توتر العلاقة المصرية-التونسية في تلك السنوات، بعد استقبال مصر الزعيم التونسي “صالح بن يوسف” لاجئا في القاهرة عام 1955.
ورغم زيارة عبد الناصر تونس في عام 1963 للمشاركة في احتفالات عيد الجلاء، وزيارة بورقيبة القاهرة عام 1965 وحضوره حفلا أقيم على شرفه أحيته أم كلثوم في دار الأوبرا المصرية، إلا أن ذهاب أم كلثوم إلى تونس في ماي 1968 كان نقطة التحول في مسار العلاقة بين البلدين وبالفعل كُتب لتلك العلاقات فصل جديد تجاوز التوتر وكان لأم كلثوم الدور الأهم في ذلك.
نقاش حول هذا المنشور