تحتفل تونس، يوم الأربعاء 15 أكتوبر 2025، بالذكرى الثانية والستين لإجلاء بنزرت، الذي يمثل رحيل آخر جندي فرنسي عن الأراضي الوطنية في عام 1963. هذه المناسبة الرمزية، التي تخلدت في الذاكرة الجماعية، تكرس اكتمال عملية الاستقلال والسيادة الكاملة للدولة التونسية.
على الرغم من أن تونس حصلت على استقلالها في 20 مارس 1956، إلا أن القوات الفرنسية ظلت متمركزة في جزء من الأراضي، وخاصة في القاعدة البحرية ببنزرت، التي كانت نقطة استراتيجية لفرنسا في حوض البحر الأبيض المتوسط.
كان الطريق نحو التحرير الكامل طويلاً ومؤلماً. في 8 فيفري 1958، قصف الجيش الفرنسي قرية ساقية سيدي يوسف على الحدود التونسية الجزائرية، مما أسفر عن مقتل عشرات المدنيين التونسيين والجزائريين. هذا الحدث أثر بعمق في الرأي العام ودفع الحكومة التونسية إلى تسريع المفاوضات لرحيل القوات الأجنبية.
جويلية 1961: معركة بنزرت
سيظل صيف 1961 محفوراً كواحد من أكثر الفصول دموية في الجمهورية الفتية. من 19 إلى 22 جويلية 1961، واجهت القوات الفرنسية المتطوعين التونسيين الذين تم حشدهم حول بنزرت. على الرغم من تصميم هؤلاء المتطوعين، إلا أن التفوق العسكري الفرنسي أدى إلى نتيجة مأساوية، مع خسائر بشرية كبيرة، خاصة بين المدنيين.
أُعلن وقف إطلاق النار في 23 جويلية 1961، مما فتح الطريق لاتفاق بين تونس وباريس. بعد عامين، في 15 أكتوبر 1963، أخلت فرنسا القاعدة البحرية في بنزرت نهائياً، مما طوى صفحة هامة من التاريخ الاستعماري التونسي.
تاريخ السيادة والذاكرة
في كل 15 أكتوبر، تكرم تونس شهداء ساقية سيدي يوسف ومعركة بنزرت، رموز النضال من أجل الحرية والكرامة الوطنية. تذكّر الاحتفالات، التي تُقام في جميع أنحاء البلاد، بالأهمية التاريخية لهذا الانتصار السلمي للسيادة، عند تقاطع الدبلوماسية والشجاعة الشعبية.
نقاش حول هذا المنشور