تفاقم العجز في الميزان التجاري لتونس بشكل ملحوظ خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2025، ليصل إلى نحو 10 مليارات دينار. ويعود هذا التدهور بشكل رئيسي إلى ارتفاع الواردات، خاصة في السلع التجهيزية والمواد الأولية، بينما ظلت الصادرات راكدة.
أظهر الميزان التجاري التونسي عجزًا بلغ 9900.5 مليون دينار في نهاية جوان 2025، مقابل 8017.4 مليون دينار في نفس الفترة من عام 2024، أي بزيادة قدرها 23.5%، وفقًا لمذكرة نشرها المعهد الوطني للإحصاء يوم الجمعة. وتراجع معدل تغطية الواردات بالصادرات إلى 76.2%، مقابل 79.9% قبل عام.
الطاقة، العامل الرئيسي في عدم التوازن
القطاعات الأكثر عجزًا هي:
– الطاقة: -5214.8 مليون دينار
– المواد الأولية ونصف المصنعة: -3257.9 مليون دينار
– السلع التجهيزية: -1588.1 مليون دينار
– السلع الاستهلاكية: -663.8 مليون دينار
في المقابل، حقق قطاع الأغذية فائضًا قدره 824.1 مليون دينار، مما ساهم جزئيًا في تخفيف العجز الإجمالي.
بدون بند الطاقة، يبلغ العجز التجاري 4685.7 مليون دينار. وقد تراجع العجز الطاقي قليلاً مقارنة بعام 2024، حيث كان يبلغ 5794.1 مليون دينار.
ركود الصادرات وارتفاع الواردات
في النصف الأول من عام 2025، بلغت الصادرات التونسية 31.773.7 مليون دينار، بتراجع طفيف مقارنة بنفس الفترة من عام 2024 (31.953.8 مليون دينار). وعلى العكس، ارتفعت الواردات بنسبة 4.3%، من 39.971.2 مليون دينار إلى 41.674.2 مليون دينار.
فيما يتعلق بالصادرات:
– زيادة في قطاعات المناجم والفوسفات (+11.2%)، والصناعات الميكانيكية والكهربائية (+6.2%)، والنسيج والملابس (+0.4%)
– انخفاض حاد في الطاقة (-36.3%) والصناعات الغذائية (-19.1%)، بسبب انخفاض مبيعات زيت الزيتون (2346.6 مليون دينار مقابل 3406 مليون دينار في 2024)
التبادل حسب الدول: الاتحاد الأوروبي يبقى الشريك الرئيسي
يستحوذ الاتحاد الأوروبي على 70.3% من الصادرات التونسية، التي بلغت 22.348.9 مليون دينار خلال النصف الأول، وهو رقم مستقر مقارنة بعام 2024.
ارتفعت الصادرات مع:
– ألمانيا (+15.2%)
– هولندا (+12.4%)
– فرنسا (+4.8%)
لكنها تراجعت نحو:
– إيطاليا (-7.1%)
– إسبانيا (-31.9%)
خارج الاتحاد الأوروبي، زادت تونس من صادراتها إلى عدة دول عربية:
– ليبيا (+18.7%)
– المغرب (+40.9%)
– الجزائر (+27.8%)
– مصر (+44.7%)
الواردات: قفزة من الصين وتركيا
من ناحية الواردات، تشمل البنود الرئيسية التي شهدت زيادة:
– السلع التجهيزية (+17.6%)
– المواد الأولية ونصف المصنعة (+6.2%)
– السلع الاستهلاكية (+11.6%)
في المقابل، تراجعت مشتريات المنتجات الطاقية بنسبة 16.3%، والمنتجات الغذائية بنسبة 2%.
يبقى الاتحاد الأوروبي المورد الرئيسي لتونس (44% من الواردات)، بحجم 18.354 مليون دينار. وارتفعت الواردات من:
– فرنسا (+13.4%)
– ألمانيا (+10.6%)
– إيطاليا (+1.4%)
ومع ذلك، انخفضت مع اليونان (-28.5%) وبلجيكا (-4.1%).
خارج الاتحاد الأوروبي، قفزت الواردات من الصين بنسبة +37.7%، ومن تركيا بنسبة +15.4%، بينما تراجعت من روسيا (-20.1%) والهند (-16.5%).
هذا التفاقم في العجز التجاري يبرز الاختلالات المستمرة في الاقتصاد التونسي، الذي لا يزال يعتمد بشكل كبير على الواردات ويواجه انكماشًا في بعض القطاعات التصديرية الرئيسية.
نقاش حول هذا المنشور