أصدرت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري (الهايكا) بيانا اليوم الخميس 25 ماي 2023 نددت من خلاله بما اعتبرته إجراءات تعسفية طالت صحفيين ومؤسسات.
و تجسدت هذه الإجراءات التعسفية وفق الهايكا في التتبعات القضائية وتدهور الوضع المالي والاجتماعي ، داعية رئيسة الحكومة إلى حوار صريح مع الفاعلين في القطاع والإعلان عن رؤيتها لمستقبل الإعلام في تونس والمجاهرة بتصورها لوظيفته في منظومة الحكم.
وأعلنت الهيئة رفضها لهذا النهج المتعارض مع المعايير الأساسية لحرية التعبير ، مشيرة إلى انها لا تستغرب هذه المآلات الناتجة عن السياسات المرتبكة للحكومة لا فقط في التعاطي مع ملف الإعلام ككل بل في التعاطي أيضا مع ملف الهيئة التعديلية من خلال تهميشها وعرقلتها عن القيام بدورها.
وأوضحا ان الحكومة فرضت رقابة إدارية على أعمال الهيئة حيث طالت يدها الجهاز الإداري للهيئة وحولت المسؤول على الإدارة إلى أداة لعزلها عن منظوريها من خلال وضع اليد على مكتب الضبط ومصادرة ختم الهيئة ومنع صدور المراسلات والقرارات، وهو ما يعتبر مسا سافرا من استقلاليتها واستحواذا صريحا على صلاحياتها التقريرية.
وأكدت الهايكا إنّ المخاوف التي عبّرت عنها في أكثر من مناسبة حول تراجع حرية التعبير والصحافة قد أصبحت يقينا تؤكده الوقائع، من ذلك تتبع الصحافيين وفق المرسوم 54 الذي وُظّف كأداة لتكميم الأفواه وإعادة إنتاج ثقافة الخوف والرقابة الذاتية، وكذلك محاكمتهم خارج الإطار القانوني المنظم للعمل الصحفي وصلت حدّ إصدار أحكام سالبة للحرية ضدّ بعضهم، وفق نص البيان.
وذكرت بأن بعض هذه القضايا قد رفعت مباشرة من قبل أعضاء في الحكومة ضدّ من أبدوا آراءً في إطار مهني يستجيب لقواعد العمل الصحفي وأخلاقياته.
ونبهت الهيئة أعضاء مجلس نواب الشعب إلى المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقهم ،داعية اياهم إلى تبني مبادرات تشريعية تكرس خيار التعديل وتحقق استقلالية المؤسسات الإعلامية وعلى رأسها الإعلام العمومي وتضع حدّا للعود به إلى مربع الإعلام الحكومي الذي كان سائدا خلال النظام البائد.
نقاش حول هذا المنشور