نشرت الخارجية التونسية بيانا مشتركا مع نظيرتها السورية اليوم الثلاثاء 18 أفريل 2023 جاء فيه أنه “ترسيخا لأواصر الأخوّة العريقة والروابط التاريخية القائمة بين الجمهورية التونسية والجمهورية العربية السورية، وما تقتضيه المصلحة المشتركة من تضامن وتكاتف في مواجهة التحدّيات الإقليمية والدولية المتنامية، وتلبية لدعوة نبيل عمّار، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، أدّى فيصل المقداد، وزير الخارجية والمغتربين بالجمهورية العربية السورية، زيارة عمل إلى تونس خلال الفترة من 17 إلى 19 أفريل 2023.”
وجاء في البيان المشترك أن وزير الخارجية السوري حظي خلال زيارته، بشرف لقاء رئيس الجمهورية، قيس سعيّد، حيث تمّ خلال اللقاء التأكيد على حرص البلدين على مزيد توثيق روابط الأخوّة وتعزيز علاقات التعاون بين البلدين، وإعلاء قيّم التضامن والتآزر، خدمةً للمصالح المشتركة للشعبين الشقيقين.”
وفي هذا الإطار، أشاد وزير الخارجية السوري بالمساعدات الإنسانية التي بادرت تونس بإرسالها إلى سوريا لدعم جهود الإغاثة بها على إثر الزلزال المدمّر الذي ضرب شمال البلاد.
كما تمّ التأكيد على ضرورة المحافظة على سيادة سوريا ووحدة أراضيها واستقرارها وسلامتها الإقليمية، ودفع الجهود الإقليمية والدولية لتسريع مسار التوصل إلى تسوية سياسية، واستعادة سيادة سوريا الكاملة على كلّ أراضيها، وفق نص ذات البيان.
وعقد وزيرا خارجية البلدين لقاءً ثنائيا بمقرّ وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، تلته جلسة مباحثات موسّعة بين وفديْ البلدين، تمّ خلالها الترحيب بعودة العلاقات التونسية السورية إلى مسارها الطبيعي وبتعيين سفير للجمهورية التونسية لدى الجمهورية العربية السورية، وبإعادة فتح السفارة السورية بتونس وتعيين سفير على رأسها.
ومثّلت المباحثات مناسبة لتدارس واقع علاقات التعاون الثنائي وسبل الارتقاء بها إلى المستوى المنشود، حيث تمّ الاتفاق على تكثيف التواصل بين البلدين في المرحلة المقبلة بهدف تعزيز سنّة التشاور والتنسيق حول مختلف القضايا والمسائل الثنائية وذات الاهتمام المشترك والعمل على عقد اللّجنة المشتركة.
كما تم الاتفاق على العمل على استئناف التعاون الاقتصادي بين البلدين ولاسيّما في المجالات ذات الأولوية، حسب ذات المصدر.
إضافة إلى تعزيز التعاون في المجال القنصلي والإنساني، والعمل على عقد اللجنة القنصلية المشتركة في أقرب الآجال الممكنة.
ايضا تم الاتفاق على تعزيز التعاون في المجال الأمني ولا سيّما في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وشبكات الاتجار بالبشر.
وأكد الجانب التونسي على موقفه الداعم لعودة سوريا إلى محيطها العربي، واستعادة دورها في جامعة الدول العربية، مشدّدا على أنّ أمن واستقرار سوريا هو دعامة لأمن واستقرار المنطقة بأكملها.
وأعربت تونس على تضامنها الكامل مع سوريا إزاء اعتداءات “الكيان الإسرائيلي” المتكرّرة على أراضيها، ودعم حقّها المشروع في استعادة هضبة الجولان السورية وفرض سيادتها على كامل أراضيها المحتلّة، وفق نص البلاغ.
كما تبادل الجانبان وجهات النظر والرؤى حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، حيث تمّ إدانة ما يتعرّض له الأشقاء الفلسطينيون من اعتداءات مُمنهجة واستباحة للمقدّسات لا سيّما في القدس الشريف، مؤكّديْن موقفهما الثابت في دعم نضال الشعب الفلسطيني الشقيق في استعادة حقوقه المشروعة غير قابلة للتصرّف وإقامة دولته المستقلّة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف، حسب ذات المصدر.
كما تم التأكيد على ضرورة تظافر الجهود العربية من أجل مواجهة مقتدرة للتحدّيات المشتركة التي تواجهها المنطقة في ظلّ التحوّلات الإقليمية والدولية الرّاهنة.
وأدلى الوزيران بتصريح لوسائل الإعلام إثر خروجهما من الاجتماعات المغلق حيث أفاد الوزير السوري المقداد أن الانقطاع بين سوريا وتونس لم يكن بين الشعبين بل كان تطورات سياسية لا نريد الحديث عنها الان.
وأضاف المقداد أن من يساهم في قطع العلاقات بين تونس وسورية بات ينبذه الشعب، وفق تعبيره.
وتابع أنه ومهما كانت الاسباب لا يمكن ان تكون القطيعة الديبلوماسية هي الوسيلة المعتمدة بين الدول العربية.
كما قال : الان هناك قائد كبير وشجاع هو الرئيس بشار الاسد وهنالك قائد كبير وشجاع هو الرئيس قيس سعيد اتخذ قرارا بإعادة العلاقات، وفق تعبيره.
واختتم المقداد قائلا :”أكد الرئيس قيس سعيد في اجتماعنا معه اليوم أن العلاقات لا يجب أن تعود كما كانت بل يجب أن تكون اقوى مما كانت”
نقاش حول هذا المنشور