أفاد رئيس هيئة الدفاع في قضيّة “انستالينغو” المحامي مختار الجماعي خلال ندوة صحفية اليوم الاثنين 17 جويلية 2023 إنّ هذه القضية “بنيت على ضعف وسائل الإثبات”، وعلى “توجيه غير بريء للأبحاث”، وعلى “إصرار غير مفهوم” على التمسك بالملف.
وأضاف الجماعي واصفا القضية بأنها قضية “الترويج الإعلامي وتصفية الحسابات”، وأنّ “انستالينغو” شركة إعلامية تنتج محتوى متطور في الحياة التجارية، لها إشعاع دولي يتجاوز ماهو تونسي، موضّحا أنّ القانون التونسي على دراية بالشركات المنتجة والشركات التجارية، وفق ما نقلت عنه وات.
وتابع المتحدث انه ل “انستالينغو” شراكات أهمّها مع شركة “فينيال ميديا” التي تغطي أنشطة في كثير من دول العالم، وهي شراكة غير مخفية نظرا لوجود عقد تعاون بين الشركتين منشور وواضح للسلطة الإدارية والقانونية والقضائيّة التونسية.
وتابع أن “انستالينغو” لا تتعامل مع أنظمة سياسية وإنما مع جهات تجارية وإعلامية وإدارية في كل انحاء العالم، وفق المصدر ذاته.
وتابع الجماعي، أنّ عملية اقتحام الشركة في شهر سبتمبر 2021، وحجز مختلف التجهيزات وإيقاف عشرات الصحفيين والادرايين والتحقيق معهم، “عرفت خروقات اجرائية كبيرة أهمها عدم اطلاع الموقوفين والمشتبه بهم على المحجوز، وعدم تمكينهم من الاستعانة بمحام بعد إيهامهم بالصبغة الارهابية للقضية، وفق تعبيره.
وتوجه رئيس هيئة الدفاع بالانتقاد لما وصفه بإصرار محكمة سوسة 2 على التمسّك بالملف، بعد أن تم في مرحلة أواى حفظه مؤقتا، وابقاء جميع المشتبه بهم في حالة سراح، مبيّنا أنّ فريق الدفاع قدّم الكثير من المطالب الوجيهة لسحب الملف جراء الخروقات، لكن كان هناك اصرار بنية “غير واضحة” للتمسك بالملف، وفق قوله.
وإعتبر الجماعي وفق ما نقلت عنه وات أنّ إحالة البعض من أجل جرائم متعلقة بتبييض الأموال من قبل النيابة العمومية، يقتضي أن تصبح القضيّة من مهام القطب القضائي المالي والاقتصادي باعتباره الأقرب للبحث، لكن إصرار محكمة سوسة 2 غير المفهوم من الناحية القانونية حال دون ذلك، حسب تعبيره.
وأوضح أنّ وجود أمنيين في مثل هذه القضايا، يجعلها من حيث التوصيف “قضية مؤامرة”، ويحوّلها من قضيّة حق عام الى قضية تخصّ أمن الدولة، ليتحول الاختصاص بذلك من القضاء العدلي الى العسكري، لكن النيابة العمومية لم تتخل عن هذه القضيّة.
وحول ارتباط الشركة بحركة النهضة، قال الجماعي إنّه “لا عقد يربط انستالينغو بحركة النهضة”، والعقد الوحيد الذي أبرمته هذه الشركة هو مع مرشّح الانتخابات الرئاسية لسنة 2019 عبد الكريم الزبيدي للتسويق له في حملته الانتخابية، مبيّنا أنّه عقد مسجّل وممضى ووقع إشهاره.
وأبرز المتحدث أنّ الأطراف الحقيقة التي تقف وراء القضية، هم بعض الصفحات الفايسبوكية ومدونين معروفين بعدائهم لشركة “انستالينغو”، مضيفا انّه رغم قيام الشركة بتتبعهم قضائيا الا أن الشكايات بقيت في الرفوف دون معرفة السبب.
يجدر التذكير أنّ دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف بسوسة، نظرت يوم الثلاثاء 11 جويلية الجاري في القضية المتعلقة بالملف التحقيقي الذي بات يعرف إعلاميا بقضية شركة “انستالينغو”، بعد ان قدمت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية سوسة 2 ومحامو المتهمين مطلب استئناف لقرار قاضي التحقيق الذي ختم البحث وحفظ التهم في حق 15 مشتبها بهم واحال 36 متهما على دائرة الإتهام بحالة سراح أو إيقاف، وفق ما أكده الناطق الرسمي باسم المحكمة الهادي خصيب لوكالة تونس افريقيا للأنباء في تصريح سابق.
ويتمّ النظر في مطالب الاستئناف من قبل دائرة الاتهام يوم الخميس القادم، وفق ما نقلت وات عن رئيس هيئة الدفاع اليوم مختار الجماعي.
نقاش حول هذا المنشور