جـرت مساء اليوم الخميس 31 أوت 2023 مكالمة هاتفيّة بين وزير الدّاخليّة كمال الفقي بنظيره الإيطالي ماتّيو بيانتيدوزيPIANTEDOSI Matteo ،حيث استعرض خلالها الوزيران واقع وآفاق علاقات التعاون وبرامج الشراكة التي تربط وزارتي داخلية البلدين لاسيما في مجالي الهجرة والجريمة المنظمة.
وجاء في بلاغ نشرته وزارة الداخلية عبر صفحتها بموقع فيسبوك أن المكالمة مثّلت مناسبة جديدة لتأكيد الطرفين على الإرادة الصادقة والعزم الراسخ الذي يحدوهما للمضيّ قدما على درب توطيد هذه العلاقات والارتقاء بها إلى أرقى المستويات بما يعكس عمق وعراقة العلاقات التاريخية بين البلدين وخدمة لمصلحة الشعبين الصديقين.
كمـا تمّ استعراض مجهودات الطرفين لدعم قدرات الوحدات الأمنية التونسية لمكافحة الشبكات التي تنشط في مجال الاتجار بالبشر وتنظيم رحلات الهجرة غير النظامية بين البلدين حيث اتفق الوزيران على مواصلة تبادل المعلومات في هذا الشأن من اجل كشف الأطراف الضالعة في تسفير المهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء ودول الساحل إلى تونس لتسهيل عبورهم على الفضاء الأوروبي، حسب نص البلاغ.
يذكر أن الحكومة الايطالية تتعرض في هذه الآونة لانتقادات واسعة من أحزاب المعارضة نتيجة إرتفاع أعداد المهاجرين الوافدين رغم توقيع تونس لمذكرة تفاهم مع الاتحاد الأوروبي تنص على ضرورة التعاون للحد من هذه الظاهرة.
وفي تعليقه على هذا الارتفاع أكد برلماني عن حزب “إيطاليا حية” المعارض أن وضع تدفقات الهجرة المنطلقة من سواحل تونس “أسوأ من ذي قبل”، على الرغم من مذكرة التفاهم الأوروبية الموقعة مع سلطاتها خلال زيارة رئيسة الوزراء جورجا ميلوني ورئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين للقاء الرئيس قيس سعيد.
وأوضح دافيدي فارؤوني في تدوينة نشرها أنه “قبل العطلة الصيفية، تحدثت جورجا ميلوني وقادة حزبها بملء أفواههم عن مذكرة تاريخية وغير مسبوقة مع تونس لإدارة أزمة الهجرة… تعود رئيسة الوزراء اليوم إلى العمل بعد العطلة وكل شيء أسواء مما كان عليه من قبل”.
واعتمد عضو مجلس النواب في كلامه على بيانات المعهد الإيطالي لدراسات السياسة الدولية (ISPI) قائلا: “زادت عمليات الإنزال من تونس بنسبة 38% بعدما تحصل رئيس تونس على أكثر من 100 مليون دولار من خزائن بروكسل، بالإضافة إلى زوارق دورية تبرعت بها إيطاليا. النتيجة أن 17352 وصلوا من تونس في الشهر السابق لتوقيع المذكرة و23907 في الشهر التالي للتوقيع”.
وفي ذات السياق أكد وكيل وزارة شؤون مجلس الوزراء في الحكومة الإيطالية، ألفريدو مانتوفانو إن زيادة عدد المهاجرين الوافدين بحرا إلى سواحل البلاد الجنوبية “بنسبة 103% هي حقيقة لا يمكن إنكارها وموضوعيا مثيرة للقلق”.
وأشار مانتوفانو، خلال مؤتمر صحفي مطلع الأسبوع في أول اجتماع للحكومة بعد العطلة الصيفية، إلى أن ذلك “يعتمد إلى حد كبير على الأزمات في بلدان مثل السودان”، وقال “نأمل ألا يحدث الشيء نفسه بعد الانقلاب في النيجر”.
وأضاف مانتوفانو وفق ما نقلت عنه وسائل إعلام ايطالية أن اللجنة الوزارية لأمن الجمهورية قررت الاجتماع “بشكل دائم لضمان أقصى قدر من التنسيق بين السلطات والوزارات المعنية، في حوار مع بلدان الشاطئ الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط”.
نقاش حول هذا المنشور