أكدت وزارة الداخلية، يوم الأربعاء، أن الهجوم الذي وقع في اليوم السابق على إحدى سفن أسطول الصمود العالمي، الراسية في ميناء سيدي بوسعيد، يشكل «عملاً مدبرا». ووفقاً للبيان الرسمي، فإن السلطات التونسية تجري جميع التحقيقات اللازمة لتحديد المسؤولين، سواء كانوا من المخططين أو المتواطئين أو المنفذين، ونشر النتائج علناً «في تونس وفي جميع أنحاء العالم».
يأتي هذا الحادث في وقت تعرضت فيه سفينتان من الأسطول لهجمات متتالية في غضون 48 ساعة. مساء الثلاثاء، تعرضت السفينة «ألما»، الراسية في الميناء، لهجوم من قبل طائرة مسيرة مزعومة، وفقاً للنشطاء. لم يتم الإبلاغ عن أي إصابات وأكد الطاقم عدم وجود أضرار هيكلية كبيرة. نددت فرانشيسكا ألبانيزي، المقررة الخاصة للأمم المتحدة للأراضي الفلسطينية المحتلة، بـ«الهجوم الثاني على الأسطول، لا يزال في المياه التونسية»، مشيرة إلى إسقاط جهاز حارق من طائرة مسيرة بدون ضوء. من جانبه، اعتبر الناشط التونسي وائل نوار أن هذه الأحداث «تعزز التعبئة وتصميم الطواقم على مواصلة الطريق نحو غزة».
في اليوم السابق، الاثنين 8 سبتمبر، تعرضت أكبر سفينة في الأسطول، «فاميلي»، لحريق في المقدمة. أكد شهود عيان أنهم رأوا طائرة مسيرة تحلق فوق السفينة قبل أن تسقط جهازاً حارقاً. يبدو أن مقاطع الفيديو المراقبة المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي تدعم هذا الرأي. ومع ذلك، ذكرت وزارة الداخلية في البداية احتمال نشوب حريق عرضي «ربما ناتج عن سيجارة»، قبل أن تصف الهجوم رسمياً بأنه متعمد في بيانها الأخير.
بالنسبة لمنظمي الأسطول، فإن هذه الاعتداءات المتكررة لا يمكن أن تعرقل المهمة الإنسانية لأسطول الصمود العالمي. يضم الأسطول عشرين سفينة من 44 دولة، وتهدف هذه المبادرة الدولية إلى كسر الحصار المفروض على غزة وتقديم مساعدة رمزية للفلسطينيين. ويعتبر النشطاء، كما ذكر التونسي وائل نوار، أن هذه الهجمات لا تزيد إلا من تصميمهم على الوصول إلى غزة مهما كلف الأمر.
نقاش حول هذا المنشور