تنامت ظاهرة الطلاق في بلادنا بشكل ملفت للانتباه خلال السنوات الأخيرة وهو ما جعل عدد من منظمات المجتمع المدني تطلق صيحة فزع تطالب فيها الهياكل المعنية بالتدخل وإيجاد حلول لهذه الظاهرة حماية للأسرة.وقد بينت الأرقام الرسمية عن ارقام مفزعة للطلاق حيث تضاعفت خلال الفترة الممتدة بين 2011 و2022.
واكد رفيق بالكيلاني رئيس جمعية أطفال تونس أن ظاهرة الطلاق ارتفعت بشكل كبير منذ جائحة كورونا حيث اصبحنا نسجل سنويا تقريبا 30 ألف قضية مؤكدا أن هناك نسبة كبيرة من المطلقين ويمكن أن تصل الى 25 بالمائة بين المتزوجين حديثا والذين قضوا فترة زواج تتراوح بين سنة و3 سنوات .وأرجع رئيس جمعية أطفال تونس تنامي الطلاق الى انتفاء دور العائلة الموسعة التي كانت تلعب دور الوساطة والصلح وبين الأزواج كما أن هناك العديد من المطلقين تعارفوا عبر” الفايسبوك” حيث لم يكن لهم المجال الواسع للتعارف اكثر مما ساهم في بروز المشاكل منذ السنوات الأولى ان لم نقل الأشهر الأولى من الزواج.واعتبر محدثنا أن المقاربة الأمنية لم تعد مجدية لحل الخلافات بين الأزواج طارحا في هذا الشأن حزمة من الحلول التي تراها الجمعية مناسبة للحفاظ على مؤسسة الزواج.
38الف حكم قضائي
وتشير الأرقام والاحصائيات التي أصدرتها وزارة الأسرة والمرأة وكبار السن خلال يوم دراسي عن ارتفاع عدد الأحكام الصادرة في مادة الطلاق في تونس خلال السنة القضائية 2021 2022 الى 14706 احكام قضائية مقابل 12598 حكما قضائيا بالطلاق خلال السنة القضائية 2020 2021 حسب المكلفة بمأمورية بوزارة بديوان وزيرة العدل ايمان معاوية.
وبلغ عدد الأحكام الصادرة بالطلاق بالتراضي في السنة القضائية 2021 2022 وهو الأعلى من اجمالي عدد الأحكام 5708 احكام بالتراضي في تلك السنة القضائية تليها احكام انشاء من الزوج والتي بلغ عددها 4299 حكما مقابل 3399 حكما صادرا بالطلاق بموجب رغبة خاصة من الزوجة في السنة القضائية نفسها اما العدد الأدنى لأجكام الطلاق فهو يتعلق بأجكام الطلاق للضرر والذي بلغ في مجمله 1300 حكم موزعة بين 667 حكم طلاق للضرر من الزوجة و633 حكم طلاق من الزوج.
استراتيجية وطنية
قد أعلنت وزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن امال بالحاج موسى ان الوزارة بصدد العمل على اعداد استراتيجية وطنية جديدة حول الأسرة في افق 2030 مؤكدة وجود جملة من المؤشرات المفزعة والتحديات الكبيرة المطروحة على مؤسسة الزواج والتي يجب فهم أسبابها ومعالجتها لحماية الأسرة من التفكك.
وارجع المختصين في علم الاجتماع تنامي ظاهرة الطلاق الى عدة أسباب من بينها تداعيات الازمة الاجتماعية والاقتصادية التي عاشتها بلادنا خلال السنوات الأخيرة على الأسرة مما ساهم في بروز توترات ومشاكل بين الأزواج بالإضافة الى أسباب أخرى.
نقاش حول هذا المنشور