بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا وسيطرة جماعات مسلحة على العاصمة دمشق وأغلب المناطق باستثناء مناطق شرق الفرات التي تسيطر عليها إلى الآن قوات سوريا الديمقراطية، خسرت روسيا حليفا مهما وموطأ قدم بات مهددا على ضفاف المتوسط.
ومع تسارع الأحداث في سوريا تحدثت تقارير إعلامية متطابقة عن رغبة موسكو في الانتقال من شرق المتوسط الى غربه خصوصا أن حكام دمشق الجدد ليسوا أصدقاء لروسيا بعد الدور الذي لعبته في مساندة نظام بشار الأسد المخلوع.
وتحدثت تقارير اعلامية عن مغادرة طائرة شحن روسية، يوم السبت المنقضي، سوريا من قاعدة حميميم في مدينة اللاذقية الساحلية متجهة إلى ليبيا.
ونقلت رويترز عن مسؤول أمني سوري أنه من المتوقع إقلاع المزيد من الطائرات الروسية من حميميم في الأيام المقبلة، دون ورود أنباء عن سبب توجه الطائرة إلى ليبيا أو ماذا تنقل.
ورُصدت أنشطة متزايدة في القاعدة الجوية خلال الأيام الاخيرة فبخلاف طائرة الشحن التي أقلعت، شُوهدت طائرة شحن من طراز إليوشن آي.إل-76 وطائرة هليكوبتر من طراز أليجيتور تهبطان في القاعدة.
كما شُوهدت طائرات هليكوبتر تحلّق داخل القاعدة، وهبطت طائرة من طراز سو-34 للتزود بالوقود، وحلقت طائرة زبلين في سماء القاعدة، كما شوهدت شاحنتان تحملان أعلاما روسية داخل القاعدة.
من جهتها نقلت قناة سي إن إن عن مسؤولين أمريكيين أن روسيا بدأت نقل أصول بحرية من سوريا إلى ليبيا وأن موسكو زادت الضغوط على حفتر للمطالبة بميناء في بنغازي.
والجدير بالذكر أن حفتر، حليف روسيا، يسيطر على شرق وأغلب مناطق جنوب ليبيا ويتخذ من بنغازي عاصمة لادارة حكمه.
كما يُعرف المشير خليفة حفتر نفسه على أنه القائد الاعلى للجيش الليبي وأن حكومة أسامة حماد، غير المعترف بها دوليا، هي الحكومة التي تدير شؤون المناطق التي يسيطر عليها، في حين يعتبر البرلمان الجهة التشريعية الوحيدة بمناطق سيطرته.
ويتخذ حفتر من الروس حليفا له كما أن تقارير إعلامية متطابقة تحدثت ان قوات فاغنر قد ساعدته في حربه على طرابلس ومحاولاته السيطرة على كامل ليبيا والتي توقفت عند حدود سرت وسط البلاد منذ أربع سنوات، في اطار هدنة لوقف القتال.
الأمر يختلف تماما بمناطق الغرب الليبي، خصوصا حدود تونس، حيث تبسط حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة سيطرتها وهي حكومة معترف بها دوليا ويُعرِّف فيها محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبي نفسه على انه القائد الاعلى للقوات المسلحة الليبية.
ويذكر أن الدبيبة ليس حليفا للروس وانما يعتبر حليفا لتركيا بشكل أساسي خصوصا بعد ان ساعدت القوات التركية حكومة فائز السراج المتخلية في صد الهجوم على طرابلس عام 2019 لتتمركز القوات التركية هناك وفي أكثر من قاعدة عسكرية.
نقاش حول هذا المنشور