أعلنت مجموعة العلماء التي تدير “ساعة القيامة” في واشنطن، الثلاثاء الماضي الـ 24 من جانفي 2023، أن توقيت الساعة بات منتصف الليل إلا تسعين ثانية، بمعنى أن البشرية لم تكن يوما أقرب إلى نهاية العالم كما هي عليه حاليا.
التحديث الجديد لساعة القيامة
وكشفت “نشرة علماء الذرة” المشرفة على مشروع “ساعة القيامة” الرمزي منذ العام 1947، في مؤتمر صحافي في واشنطن، التوقيت الجديد للساعة التي تراقب انتهاء الأزمنة لا الوقت، وتقيس بالتالي الاحتمالات لحدوث كارثة عالمية.
وتعتبر هذه المدة هي الأقل منذ بدء العمل بالمشروع الرمزي بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، ويعد هذا أقرب توقيت إلى منتصف الليل على هذه الساعة منذ الكشف عنها، كما يعد هذا التحريك رقم 25 لعقارب الساعة ذهابًا وإيابًا على مدار 76 عاما.
ومنذ منتصف ليل 2021، كانت “ساعة القيامة” تشير إلى أن 100 ثانية تفصلنا عن “نهاية العالم”، قبل أن يبادر المشرفون عليها، الثلاثاء، إلى تغيير العد التنازلي لنهاية العالم لأول، مرة منذ شن روسيا حربها على أوكرانيا، وإثارة مخاوف من كوارث نووية، بعد عام شهد كوارث طبيعية عدة عبر أرجاء الكوكب.
وتجدر الإشارة إلى أنه يتم اتخاذ قرار إعادة ضبط عقارب الساعة كل عام من مجلس العلوم والأمن في النشرة ومجلس الرعاة الذي يضم 11 من حاملي جائزة نوبل، وبناء على مؤشرات تحسّن وضع العالم في مواجهة الأخطار النووية والمناخية.
ماذا نعرف عن “ساعة القيام”!
تصف المنظمة المشرفة على المشروع الساعة بأنها “استعارة” عن مدى قرب البشرية من التدمير الذاتي، وتقول إن عملية إعادة الضبط السنوية يجب أن يُنظر إليها على أنها “دعوة للعمل لإعادة العقارب إلى الوراء” وهي تشكل مقياسا لمدى اقتراب البشرية من تدمير ذاتها، وكلما اقتربت الساعة من بلوغ منتصف الليل، زادت فرص اندثار البشرية.
و”ساعة القيامة” هي ساعة رمزية أنشأها عام 1945 علماء شارك بعضهم في برنامج صنع القنبلة النووية، ضمن خطة “نشرة علماء الذرة”.
المسار التاريخي لهذه الساعة:
وتم الكشف أول مرة عن “ساعة يوم القيامة” في بداية الحرب الباردة عام 1947 من قبل مجلس العلوم والأمن التابع لنشرة علماء الذرة.
وبعد 4 أشهر فقط من إلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما وناغازاكي، صدر العدد الأول من “نشرة علماء الذرة”، التي تحولت بعد عامين من رسالة إخبارية مطبوعة إلى مجلة، وقامت فنانة المناظر الطبيعية مارتيل لانغسدورف بتصميم أول ساعة ليوم القيامة لوضعها على غلاف المجلة الجديدة.
وفي عام 1949، حرك محرر النشرة عقارب الساعة من 7 إلى 3 دقائق قبل منتصف الليل، بعد أن اختبر الاتحاد السوفياتي أسلحته النووية الأولى.
وفي عام 1953، تحركت الساعة إلى ما قبل منتصف الليل بدقيقتين، بعد أن فجرت الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي أول أسلحة نووية حرارية، ويعد هذا أقرب توقيت إلى منتصف الليل على هذه الساعة في القرن العشرين.
ومؤخرًا، تم تحديث الساعة لتشمل تهديدات إضافية تتجاوز مجرد الطاقة النووية، مثل تهديدات تغير المناخ، بالإضافة إلى تهديدات أخرى تدفعنا إلى الاقتراب أكثر من أي وقت مضى من الانقراض.
ومنذ ذلك الحين، يقوم أعضاء مجلس العلوم والأمن في نشرة علماء الذرة سنويا بتعديل الوقت للتفكير في ما إذا كانت أحداث العام السابق قد دفعت البشرية إلى الاقتراب من الدمار أو بعيدًا عنه، ويعتمدون في ذلك على قاعدة بيانات تضم أكثر من 100 تنبؤ لتقييم المخاطر.
نقاش حول هذا المنشور