سجلت الكرة الأرضية اليوم الخميس 30 ماي 2024 أول حالة هجرة جماعية بسبب الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية، حيث أخلت السلطات في بنما جزيرة مهددة بارتفاع مياه البحر نتيجة لذوبان الجليد و ارتفاع درجة حرارة الأرض.
وأخليت اليوم جزيرة Cartì Sugdupu بالكامل من سكانها البالغ عددهم 1200نسمة من السكان الأصليين حيث باتوا اول موجة للاجئين المناخيين في منطقة بحر الكاريبي.
ويلغ مستوى مياه البحر يهدد وجودهم مباشرة مما دفع حكومة بنما لتخصيص 12 مليون دولار لبناء قرية جديدة للسكان المتضررين.
هذا وتسابق حكومة بنما الوقت لإخلاء اكثر من 360 جزيرة اخرى قبل حلول 2050.
الهجرة بسبب المناخ:
تعتبر الهجرة المناخية حلا للسكان المتضررين من تغير المناخ والكوارث البيئية، لكن مخاطرها تكمن في تزايد المتضررين وتنافس النازحين إلى مدن يتمركز فيها السكان.
ونوقش موضوع الهجرة المناخية في مؤتمر عقد ببريطانيا عام 2015، وكان المؤتمر لتوضيح مشروع بحثي قام به مركز بحوث الهجرة بجامعة ساسكس البحثية البريطانية، مع وحدة بحوث اللاجئين وحركات الهجرة في دكا.
وأكد دومينيك نيفتون (أحد أعضاء فريق البحث بجامعة ساسكس) في المؤتمر تأييده للهجرة المناخية، ويرى أن تكيف المهاجرين سيمنحهم فرصا أفضل.
بينما يلفت الدبلوماسي البنغالي ميجارول كوايس النظر لمخاطر الهجرة المناخية، ولا يرى أن تكيف “من سيفقدون منازلهم تماما” أمر وارد.
بالإضافة إلى ما سيترتب على حركة الهجرة المناخية من حركة عابرة للحدود، والتي “سترتبط بتهريب الأسلحة والاتجار بالبشر وتهريب المخدرات”.
وبالرغم من أن مهاجري المناخ يحصلون على وضع النازحين في بلدانهم، إلا أنهم بمجرد عبور الحدود الدولية يفقدون الحماية التي تتوفر للمهاجرين هربا من العنف أو الاضطهاد.
ارتفاع مخاطر ذوبان الجليد احد اهم تجليات تغير المناخ
وترجح دراسة علمية نشرت في مجلة “ساينس” الأميركية، أنّ الأنهار الجليدية قد تبدأ بالاختفاء بحلول عام 2100، وقام العلماء بدراسة جميع الأنهار الجليدية في العالم، التي يبلغ عددها 215 ألف نهر، وخلصوا إلى أن هذه الأنهار تذوب أسرع مما كان يعتقد، وأن سرعة ذوبانها تعتمد على مقدار ارتفاع درجة حرارة الكوكب.
وأجرى الباحثون محاكاة علمية لعدة سيناريوهات. ففي حال ارتفاع الحرارة ما بين 1.5 إلى 4 درجات، من المرجح أن يختفي ما يقارب 49 في المائة من الأنهار الجليدية، وهذا بدوره يساهم في ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار 90 ملم، وفي السيناريو الأسوأ، حين ترتفع الحرارة أكثر من 4 درجات مئوية، فمن المرجح أن يختفي ما لا يقل عن 75 في المائة من الأنهار الجليدية، ما يؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار 154 ملم.
ووفقاً للتعهدات المناخية الحالية من قبل حكومات العالم، تشير التقديرات إلى أنّ متوسط درجة الحرارة العالمية سيرتفع بمقدار 2.7 درجة مئوية بحلول عام 2100، وبالتالي من المرجح اختفاء 68 في المائة من الأنهار الجليدية بحلول نهاية القرن، ويُعتقد أن ذوبان الأنهار الجليدية الجبلية سيساهم في أكثر من ثلث الارتفاع المتوقع لمستوى سطح البحر، الذي سيؤدي إلى غرق كثير من المناطق المأهولة، ما يجعل التعامل مع أزمة المناخ ضرورة حياتية للبشرية.
نقاش حول هذا المنشور