في 7 أكتوبر 1996، ألهب مايكل جاكسون الملعب الأولمبي بالمنزه في تونس. في تلك الليلة، قدم “ملك البوب” للجمهور التونسي عرضًا أسطوريًا في إطار جولته العالمية HIStory World Tour. بعد تسعة وعشرين عامًا، لا يزال هذا الحدث محفورًا في الذاكرة الجماعية كواحد من أكبر الحفلات التي نظمت في تونس.
وصل مايكل جاكسون إلى تونس في اليوم السابق، 6 أكتوبر 1996، حيث استقبله حشد كبير من المعجبين. تجمع مئات المعجبين في المطار وأمام فندقه لمحاولة رؤية نجمهم المفضل.
في الواقع، وصل مايكل جاكسون إلى مطار تونس في 6 أكتوبر 1996، حيث استقبله مئات المعجبين وسط إجراءات أمنية مشددة. قامت قوات الأمن بإغلاق عدة شوارع لتجنب أي حوادث. يروي بعض المعجبين أنهم شاهدوا النجم يمر في سيارة مصفحة ذات نوافذ مظللة، يحيي الجمهور بخجل.
في اليوم التالي، امتلأ الملعب الأولمبي بالمنزه بحوالي 60,000 متفرج لحضور عرض لم يسبق له مثيل في ذلك الوقت: رقصات متقنة، مؤثرات نارية، شاشة عملاقة ومسرح مستقبلي.
استمرت التحضيرات للحفل لعدة أسابيع. تم إعادة تجهيز الملعب الأولمبي بالمنزه بالكامل: تركيب شاشة عملاقة، مسرح قابل للتعديل، مؤثرات نارية وإضاءة متطورة. يُقال إن مايكل جاكسون قام شخصيًا بالموافقة على كل تفاصيل المسرح والإضاءة، دون ترك أي شيء للصدفة. تضمن العرض رقصات جديدة ومؤثرات خاصة لم تُشاهد من قبل في تونس: نفثات دخان، راقصون مقنعون وألعاب ضوئية متزامنة مع كل مقطوعة. اضطر الفنيون المحليون إلى التدريب خصيصًا لإدارة هذه الابتكارات.
تم بث الحفل على التلفزيون التونسي، وترك بصمة على جيل كامل. بالنسبة للكثيرين، كانت هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها نجم بهذا الحجم في تونس. غنى الفنان أشهر أغانيه، من Billie Jean إلى Beat It، مرورًا بـ Black or White وHeal the World.
بعد ما يقرب من ثلاثة عقود، لا تزال صور تلك الليلة تتداول على وسائل التواصل الاجتماعي، بين الحنين والفخر. بالنسبة للتونسيين الذين حضروا، يبقى مرور مايكل جاكسون لحظة سحرية، رابطًا بين تونس والمشهد البوب العالمي.
قرر مايكل جاكسون التبرع بجزء من أرباح الحفل لجمعية خيرية تونسية. بقي هذا العمل خفيًا في ذلك الوقت، لكنه يشهد على التزامه الإنساني.
بعد الحفل، قضى مايكل جاكسون ليلة قصيرة في تونس قبل أن يغادر في اليوم التالي. يُقال إنه كان معجبًا بحرارة الجمهور التونسي ووعد بالعودة يومًا ما… وهو ما لم يحدث للأسف.
دور طارق بن عمار الحاسم
عندما خطط لجولته HIStory، كان مايكل جاكسون يطمح للغناء في جميع القارات. كان من المقرر إقامة حفل في الدار البيضاء، المغرب. لكن تم إلغاء هذا الحفل لأسباب أمنية. منذ ذلك الحين، أصبحت تونس الخيار الوحيد لتمثيل العالم العربي وشمال إفريقيا.
وراء هذا النجاح يقف اسم معروف في السينما وعالم الأعمال: طارق بن عمار. كمنتج وصديق قديم لمايكل جاكسون، لعب دورًا مركزيًا في إعداد الحفل. بفضل نفوذه وشبكته ومعرفته بالميدان، تمكن من ضمان الظروف التقنية والأمنية اللازمة لعرض بهذا الحجم، الذي كان غير مسبوق في تونس في ذلك الوقت.
بفضله، وجد جاكسون في تونس بيئة مطمئنة، وتنظيمًا قويًا واستقبالًا يليق بمكانته العالمية.
	    	

نقاش حول هذا المنشور