بعد ما يقرب من عشر سنوات من التأجيلات، أصبح مشروع المستشفى الجامعي الجديد بالقيروان حقيقة واقعة أخيرًا. تم توقيع عقد تسليم الموقع إلى المجموعة التونسية السعودية المسؤولة عن بنائه رسميًا يوم الخميس في مقر الولاية، مما يشير إلى بدء الأعمال الفعلية للمستشفى الجامعي المستقبلي سلمان بن عبد العزيز.
أشار ممثلو الشركتين المسؤولتين عن المشروع، خالد قوصابي وهادي بوزغندا، لوكالة تونس إفريقيا للأنباء أن مدة الأعمال قد حُددت بـ 36 شهرًا اعتبارًا من توقيع العقد. سيقام المجمع الاستشفائي، الذي سيمتد على مساحة 14 هكتارًا، بأسلوب معماري مستوحى من الهوية الإسلامية للقيروان، مع تصميم حديث يتماشى مع المعايير الاستشفائية الحالية.
وفقًا لمدير الصحة الجهوي، معز حجي، فإن القيمة الإجمالية للمشروع تقارب 500 مليون دينار. جزء كبير من التمويل يأتي من هبة سعودية، عبر الصندوق السعودي للتنمية، بمبلغ 85 مليون دولار. سيتم تغطية الباقي من ميزانية الدولة التونسية، خاصة للأعمال التكميلية، التوصيلات والضرائب.
سيشمل المستشفى المستقبلي مجموعة واسعة من الخدمات المتخصصة، من بينها مركز للأورام، بنك للدم، قسم للحروق الكبرى، قسم للطب النووي، وحدة لغسيل الكلى، قسم للولادة، قسم للتصوير الطبي، وحدات للعناية المركزة للبالغين والمواليد الجدد، بالإضافة إلى أقسام لأمراض القلب، الطب المهني، علاج العقم والتلقيح الصناعي.
بالنسبة للمعتمد الأول بالقيروان، سامي العيدي، فإن هذا الإطلاق يمثل “الانتقال من الحلم إلى الواقع”. تأمل السلطات في افتتاح المستشفى الجديد بحلول نهاية عام 2028، بمجرد الانتهاء من الأعمال والتجهيزات.
في المنطقة، أثار الإعلان ارتياحًا واسعًا. عبر العديد من السكان الذين استطلعت آراؤهم وكالة تونس إفريقيا للأنباء عن رضاهم لرؤية هذا المشروع، الذي طال انتظاره لسنوات، يبدأ أخيرًا. يعتقدون أنه سيساهم في تقريب الرعاية الصحية من سكان وسط البلاد، تقليل الضغط على المستشفيات الأخرى، والأهم من ذلك إنهاء معاناة المرضى الذين يضطرون للتنقل إلى مناطق أخرى للوصول إلى تخصصات طبية غير متوفرة في القيروان.
من المتوقع أن يخلق المشروع أيضًا مئات الوظائف خلال فترة البناء والتجهيز، ويوفر لاحقًا فرصًا جديدة للمهنيين في مجال الصحة.
يُذكر أن وزارة الصحة كانت قد وقعت عقد البناء والتجهيز لنفس المستشفى يوم الأربعاء بحضور وزير الصحة مصطفى الفرجاني، وسفير المملكة العربية السعودية في تونس، عبد العزيز بن علي السقر، ووالي القيروان، ذاكر برقوقي.
نقاش حول هذا المنشور