أعلنت الديوانة التونسية عن عام استثنائي في مجال مكافحة تهريب المخدرات. وأكد المتحدث باسم الإدارة العامة للديوانة، العقيد شوقي جبري، يوم الأربعاء 10 ديسمبر 2025، أن الوحدات الديوانية « حققت نتائج قياسية وغير مسبوقة » في مكافحة تهريب المخدرات، وذلك في جميع مناطق البلاد.
جاء ذلك خلال ندوة علمية مخصصة لدور الديوانة في مكافحة تهريب المخدرات، نظمت بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لعيد الديوانة. وأوضح جبري أن اختيار هذا الموضوع « يأتي استجابة لخطورة هذا التهديد الذي يمس العائلات والشباب والأجيال القادمة »، خاصة وأن شبكات التهريب قد طورت بشكل كبير أساليبها ووسائلها في التمويه.
وفقًا للبيانات المقدمة، شهدت المصادرات زيادة ملحوظة مقارنة بالعام السابق. حيث اعترضت الوحدات الديوانية أكثر من 13 مليون قرص مخدر، وأكثر من 80 كغ من الكوكايين، وحوالي 760 كغ من القنب الهندي. وتم تنفيذ عدة عمليات وُصفت بأنها « كبرى » في مختلف نقاط العبور، لا سيما في موانئ رادس ولا ڨوليت، والمعابر الحدودية برأس جدير، ذهيبة وملولة، وكذلك في مطار تونس قرطاج. وحدها فرقة صفاقس صادرت أكثر من 43 كغ من الكوكايين.
كما أبرز المتحدث الاستثمارات التي تم تخصيصها في السنوات الأخيرة لتعزيز القدرات التقنية للديوانة، مشيرًا إلى أجهزة المسح الضوئي، والكلاب المتخصصة، والمعدات الرقمية، والتدريب المستمر للموظفين. وقد مكنت هذه الأدوات من اكتشاف مخابئ معقدة بشكل خاص داخل المركبات والبضائع والشحنات. وأكد أن « العنصر البشري يبقى في قلب العمل الأمني »، مشيدًا باحترافية وحس الواجب لدى الموظفين.
نسب جبري أيضًا زيادة المحجوزات إلى ارتفاع الطلب والاستهلاك على المخدرات، وكذلك إلى توجيهات رئيس الجمهورية، الذي دعا إلى شن « حرب بلا هوادة » ضد شبكات المهربين. وذكر أن وزارة المالية والإدارة العامة للجمارك قد حشدت جميع الموارد البشرية واللوجستية اللازمة لتنفيذ هذه الاستراتيجية.
وفي الوقت الذي تكثف فيه الديوانة جهودها لمكافحة التهريب، تواصل مهامها الاقتصادية والمالية: مراقبة تدفقات الاستيراد والتصدير، وتسهيل الخدمات الموجهة للتونسيين في الخارج، وتسريع رقمنة الإجراءات. وأكد العقيد أن « جهودنا الأمنية لا تأتي على حساب مهامنا الأخرى ».
وأكد في النهاية أن الديوانة التونسية ستواصل تعزيز وجودها على الأرض، وتحديث معداتها، وتطوير مهارات فرقها لحماية البلاد من المخاطر المرتبطة بالمخدرات والحفاظ على صحة وأمن المجتمع. وأشاد جبري بـ « الجهود الاستثنائية » للموظفين و« النتائج المشرفة » التي تم تسجيلها هذا العام.
نقاش حول هذا المنشور