افتتحت مجموعة ڨيستيون الأمريكية في تونس مركزاً استراتيجياً للبحث والابتكار، مؤكدةً على تعزيز استثماراتها في تونس في مجال الهندسة والتكنولوجيا الذكية للسيارات. وقد افتتحت المجموعة، التي تُعتبر لاعباً عالمياً في تقنيات السيارات، مركزها الاستراتيجي للبحث والابتكار في تونس، مما يعزز مكانة تونس في سلسلة القيمة لصناعة السيارات الذكية.
يمثل هذا المركز الجديد تصعيداً في أنشطة المجموعة في البلاد، مع التركيز على الهندسة والبرمجيات وتطوير الحلول ذات القيمة المضافة العالية. ويأتي ذلك في إطار مسار استثماري بدأته ڨيستيون منذ عدة سنوات في تونس.
تم افتتاح المركز يوم الجمعة في تونس، ويعمل به حالياً نحو 200 مهندس تونسي. ووفقاً لأفف شاشي، رئيسة ديوان وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة، من المتوقع أن يصل عدد الموظفين إلى 500 مهندس في السنوات القادمة، مع خلق وظائف جديدة ذات تأهيل عالٍ.
يعكس هذا المركز تحولاً هيكلياً في طبيعة الاستثمارات الصناعية، حيث يتيح الانتقال من أنشطة تصنيع المكونات إلى تصميم حلول تكنولوجية متقدمة موجهة للأسواق التونسية والدولية. يهدف المركز بشكل خاص إلى تطوير البرمجيات والأنظمة الإلكترونية الذكية والحلول المتكاملة للمركبات من الجيل الجديد.
منذ تواجدها في تونس عام 2005، أنشأت ڨيستيون 560 وظيفة وتخطط للوصول إلى 900 وظيفة بحلول عام 2028، مع نسبة تأطير تقارب 40%. على الصعيد العالمي، تمتلك المجموعة 14 مصنعاً و18 مركزاً للبحث والتطوير، وتوظف أكثر من 10,000 شخص.
أكد الرئيس المدير العام لڨيستيون، ساشين لواندي، أن هذا المركز الجديد سيعمل كمركز هندسي استراتيجي للمجموعة. وأبرز الكفاءات التونسية كعامل حاسم في اختيار تونس، مؤكداً أن البلاد توفر بيئة مواتية لتوسيع أنشطة الهندسة والتصميم وتطوير البرمجيات.
من جهتها، اعتبرت رئيسة الهيئة التونسية للاستثمار، نامية عيادي، أن هذا التواجد يؤكد جاذبية تونس للاستثمارات ذات القيمة المضافة العالية، بفضل جودة الموارد البشرية والنظام البيئي الصناعي القائم. وذكرت أفف شاشي أهمية قطاع مكونات السيارات في تونس، الذي يضم أكثر من 300 شركة، ويوفر حوالي 120,000 وظيفة، وحقق ما يقرب من 3 مليارات دولار من الصادرات في عام 2024.
يمثل افتتاح مركز تونس تتويجاً لديناميكية بدأت منذ عام 2024. في تلك الفترة، أعلنت ڨيستيون عن إطلاق مركز هندسة برمجيات السيارات الذي سيضم في النهاية 500 مهندس، مخصص لتطوير البرمجيات للسيارات الذكية.
بالتوازي، أطلقت المجموعة توسيع مصنعها في تونس على مساحة 20,000 متر مربع، باستثمار يقدر بـ 85 مليون دولار. من المتوقع أن تولد هذه المنشأة، التي تُعتبر الأولى في إفريقيا التي تستخدم تقنيات متقدمة لتصنيع مكونات السيارات الذكية، 700 وظيفة في المرحلة الأولى، قبل أن تصل إلى 1000 وظيفة.
نقاش حول هذا المنشور