اليوم، بريتني دزيالو وهناء كرافت، وهما سائحتان أمريكيتان أصبحتا مشهورتين بعد أن وجدتا نفسيهما في تونس بدلاً من نيس، تعودان إلى تونس بدعوة رسمية. هذه الزيارة توضح كيف يمكن للبلاد تحويل ضجة فيروسية إلى أداة للترويج السياحي. مغامرتهما الأولى، التي كانت نتيجة خطأ في النطق وحاجز اللغة، حققت ملايين المشاهدات على تيك توك ووفرت لتونس رؤية عالمية غير متوقعة.
تم تنظيم عودتهما من قبل وكالة تونس بوكينغ، بالتعاون مع الجامعة التونسية لوكالات الأسفار والسياحة، تحت إشراف وزارة السياحة. وقد تم تقديم برنامج غامر ومتنوع لهما: شواطئ، مسارح أثرية، أسواق، وواحات الصحراء. وهكذا تصبح الحادثة الأولى ذريعة استراتيجية لتسليط الضوء على الثروات الثقافية والطبيعية للبلاد.
من الفيروسي إلى الاستراتيجي
يظهر ظاهرة تيك توك أن الضجة الرقمية لم تعد مجرد تسلية، بل أصبحت رافعة للتواصل الدولي. مغامرة الأمريكيتين قدمت رؤية عالمية مجانية، تم دمجها فوراً في نهج مؤسسي للترويج لتونس كوجهة سياحية جذابة.
وراء هذا العودة البسيطة تكمن تنسيق دقيق. الوزارة، الجامعة، والوكالات الخاصة تنسق عملها لتعظيم الأثر الإعلامي. هذه المبادرة توضح كيف يمكن لبلد أن يتفاعل بسرعة، ويستفيد من ظاهرة اجتماعية ويدمجها في استراتيجيته الاقتصادية والسياحية.
قصة بريتني دزيالو وهناء كرافت هي أكثر من مجرد حادثة طريفة: إنها مثال على التحكم الاستراتيجي في الصورة والسياحة في عصر الشبكات الاجتماعية. تونس لم تعد خطأ في السفر: بل أصبحت واجهة دولية، قادرة على تحويل ضجة فيروسية إلى رافعة للترويج الثقافي والسياحي.
نقاش حول هذا المنشور