رحل الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر عن عمر يناهز المئة عام، مخلفًا وراءه إرثًا دبلوماسيًا راسخًا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. أبرز إنجازاته كانت اتفاقية كامب ديفيد عام 1978 التي أدت إلى تغيير جذري في العلاقات بين إسرائيل ومصر، حيث توسط كارتر بين الرئيس المصري أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن. على الرغم من أن الاتفاقية مثلت تحولاً في العلاقات الإسرائيلية-المصرية وأدت إلى تطبيع العلاقات واستعادة سيناء لمصر، إلا أنها قوبلت بانتقادات لتجاهلها قضايا حقوق الفلسطينيين والاستيطان.
بعد انتهاء ولايته، استمر كارتر في اتخاذ مواقف دبلوماسية جريئة، متعارضة في كثير من الأحيان مع السياسة الأمريكية الرسمية. كتابه ‘Palestine: Peace Not Apartheid’ عام 2006، الذي قارن وضع الفلسطينيين بنظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، أثار جدلاً واسعًا. في تونس، بعد الثورة عام 2011، ساهم مركز كارتر في دعم عملية صياغة الدستور الجديد والانتخابات لعام 2014، مؤكدًا على أهمية التحول الديمقراطي السلمي في المنطقة. وقد عُرف كارتر بمواقفه إزاء الحرب الأهلية في لبنان، معبرًا عن قلقه من التدخلات العسكرية الإسرائيلية وتأثيرها على الاستقرار الإقليمي.
في عام 2002، تُوج كارتر بجائزة نوبل للسلام، تقديرًا لجهوده المستمرة في تعزيز السلام والعدالة وحقوق الإنسان عالميًا.
نقاش حول هذا المنشور