أفادت وزارة الشباب والرياضة في بلاغ لها أن الوزير كمال دقيش أشرف مساء اليوم الإثنين 03 جوان 2024 على جلسة عمل بمقر الوزارة جمعته بممثلين عن وزارة الداخلية من القيادات الأمنية السامية ونائب رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم واصف جليل ونائب رئيس الرابطة الوطنية لكرة القدم المحترفة منير بن حسن وذلك بحضور رئيس الديوان شكري بن حسن ومدير عام الرياضة منصف الشريف والمدير العام للحي الوطني الرياضي وليد الرياحي.
والتأم الاجتماع على خلفية “أحداث العنف والشغب” التي جدت مساء أمس الأحد 02 جوان 2024 بالملعب الأولمبي حمادي العقربي برادس خلال مباراة الدربي التي جمعت الترجي الرياضي التونسي بالنادي الإفريقي في إطار منافسات الجولة الثالثة إياب لمجموعة التتويج.
ووفق بلاغ الوزارة فقد تم خلال الجلسة التطرق لإجمالي الخسائر المادية واللوجستية التي وصفتها الوزارة ب“الفادحة” والتي طالت مختلف فضاءات الملعب الأولمبي برادس ومكوناته والتي قدرت بحوالي 100 ألف دينار حيث شملت تهشيم ما يقارب 409 كرسي قدرت تكلفتها بـ73 ألف دينار وكاميرات المراقبة والمنصة الشرفية إضافة إلى الأجهزة الصحية والمخازن وما تبعه من رمي للقوارير والشماريخ إلى جانب تسجيل حوالي 60 إصابة في صفوف الأمنيين.
كما تم خلال اللقاء مناقشة حزمة من المقترحات والإجراءات ذات الأولوية على المديين القريب والبعيد للحد من ظاهرة العنف في الملاعب الرياضية من بينها :
برمجة عقد جلسة عمل مع وزارة العدل لمراجعة بعض القوانين والدعوة إلى تطبيق الأحكام القضائية بكل صرامة وعدم التسامح مع كل من تثبت إدانته ومشاركته في أحداث العنف والشغب داخل الفضاءات الرياضية، وفق بلاغ الوزارة.
التشديد على ضرورة تطبيق القوانين بكل صرامة ومعاقبة كل المخالفين والمتسببين في أحداث الشغب والعنف داخل الملاعب والفضاءات الرياضية من لاعبين وجماهير دون استثناء وفرض عقوبات على الجمعيات التي تسبب جمهورها في أحداث العنف وإلزامها بدفع كل الخسائر المادية المستوجبة.
إقتراح تكوين لجنة وطنية مشتركة لمكافحة العنف تنبثق عنها لجان جهوية تشمل كل الأطراف المتدخلة بما في ذلك الإعلاميين لمزيد التحسيس بضرورة مكافحة كل مظاهر العنف داخل الملاعب والقاعات الرياضية والابتعاد عن كل أشكال التعصب والانتماءات وإيجاد حلول مشتركة للتصدي لهذه الظاهرة التي تهدد الرياضة التونسية.
إستحثاث النظر في مشروع القانون المتعلق بمكافحة العنف داخل الملاعب والقاعات الرياضية وتمريره على مجلس نواب الشعب للمصادقة عليه.
على أن يتم كذلك اتخاذ جملة من الإجراءات والقرارات وإعلانها من قبل الجامعة التونسية لكرة القدم وكذلك الرابطة الوطنية لكرة القدم المحترفة لحسن استكمال الموسم الرياضي الحالي في أفضل الظروف والاستعداد الجيد للمواسم الرياضية القادمة.
ووفق البلاغ المشار اليه فإن وزارة الداخلية قد اعلنت فتح تحقيق إداري وعدلي بخصوص الاعتداءات التي جدت مساء أمس بالملعب بين الأمنيين والجماهير الرياضية وتحديد المسؤوليات.
ويذكر أن وزير الشباب والرياضة كمال دقيش قد أدى صباح اليوم الإثنين زيارة ميدانية إلى الملعب الأولمبي حمادي العقربي برادس، عاين خلالها الأضرار المادية واللوجستية الجسيمة التي لحقت بالمرافق والملعب والتي ناهزت مائة ألف دينار.
وفي سياق متصل كانت الهيئة المديرة للنادي الإفريقي قد اصدرت اليوم الإثنين 3 جوان 2024، بلاغا اعربت من خلاله رفضها لكلّ مظاهر العنف داخل وخارج الفضاءات الرياضية، أيا كان المتسبّب فيها وأيا كانت الضحية، مؤكّدة على أنّ “الملاعب والقاعات يجب أن تكون متنفسا آمنا لعائلاتنا وأطفالنا وشبابنا وشيوخنا كحقّ شرعي”.
وكشفت هيئة الإفريقي أنّها قرّرت تعيين لجنة دفاع لاتّخاذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة للدفاع عن الموقوفين والمتضرّرين، متمنية الشفاء العاجل لكلّ ضحايا حادثة الدربي ولجماهير الفريق بصفة خاصّة، وفق نصّ البلاغ.
كما أكّدت وجوب تطبيق القانون على الجميع دون تمييز، قائلة إنّ “فكلّ الجماهير سواسية وذلك جوهر الحرية والعدالة، فالتمييز ظلم، والظلم يولد الحقد، والحقد يولد الانفجار”.
وأكّدت هيئة الإفريقي على احترامها للقانون ولمؤسسات الدولة، داعية الجميع إلى احترام أسوار النادي وكرامة جمهوره وتمكينه من معاملة إنسانية كمواطن له حقوق وليس كمجرم فار من العدالة، على حدّ تعبيرها.
وندّدت الهيئة “التعطيل الجماهير والاعتداء عليها باستعمال الغاز المسيل للدموع، قبل، أثناء وبعد المباراة، داخل الملعب وخارجه، والصعود للمدارج للالتحام بالجماهير وترويعها”، مشدّدة على أنّ ذلك أمر مرفوض نتج عنه حالة الفوضى وخروج الأمور عن السيطرة وكاد يحدث ما لا يحمد عقباه”، وتابعت الهيئة في بلاغها أنّه “والحال أن الجميع شهد أحداث دربي الذهاب ذات سهرة رمضانية وسلاسة التعامل معها، دون ذكر أحداث وقعت في الماضي من جماهير أخرى ترتع في الميدان كيف ما تشاء دون حسيب أو رقيب مع مطالبتها فقط بالهدوء ليتواصل اللقاء وكأن شيئا لم يكن في إفلات تام من العقاب أمام مرأى الجميع”، وفق نصّ البلاغ.
وجاء في البيان:”لقد حان الوقت لمراجعة جذرية للتعاطي الأمني العنيف خاصّة مع جمهورنا وهو أمر ننادي به منذ سنوات دون أن نلقى آذانا صاغية، ونذكر أن قضية المرحوم “عمر العبيدي” لازلت على بساط النشر لدى المحاكم”.
تابعت هيئة الافريقي : “نطالب من كل الجهات المتدخلة في المجال الرياضي، وبصفة عاجلة، تحمل مسؤوليتها لإيقاف هذا النزيف والتدخل لإصلاح ما يمكن إصلاحه سيما فيما يخص التعامل الأمني..”.
واعتبرت هيئة النادي الإفريقي أنّ هناك “حملة إعلامية ممنهجة لشيطنة جماهير النادي”، وجاء في نصّ البيان: “تونس وجماهير الإفريقي، لا تأخذ دروسا من أحد، ونتساءل في السياق نفسه، أين كان “المدرب الأجنبي” في دربي الذهاب؟ ولماذا لم نسمع له صوتا حينها؟”.
نقاش حول هذا المنشور