يبدو أن حدث استبعاد المهاجم كريم بنزيما عن مونديال قطر يتعدى كونه مجرد إقصاء بسبب الإصابة بل ويتعدى كونه موضوع خيانة ومنعه من أن يسطع نجمه في سماء هذه البطولة على حساب زملائه الديوك، فمنذ نهائي كأس العالم قطر 2022 والصحافة العالمية عموما والفرنسية والإسبانية بصفة خاصة لاتنفك تتحدث وتكشف كواليس هذا الإستبعاد.. لكن هذه المرة يبدو أن شبكة “RMC” الفرنسية قد فجر مفاجأة من العيار الثقيل!
حيث كشف الصحفي في شبكة “RMC” الفرنسية، دانيال ريولو، بأن بعض نجوم منتخب فرنسا لعبوا دورا كبيرا في إبعاد مهاجم ريال مدريد، كريم بنزيما، عن منتخب “الديوك” في كأس العالم 2022.
لكن هذه المعلومة نعلمها سابقا صحيح ؟
وفي هذا الصدد، أشار الصحفي الفرنسي: إلى أن “بعض لاعبي المنتخب الفرنسي أرادوا الدخول على الخط في قضية المثليين، خلال كأس العالم، وعقدوا اجتماعا مع القائد لوريس.. هذا الأخير رضخ لمطالب اللاعبين وتم تحرير بيان يعبرون فيه عن دعمهم للمثليين، لكن بنزيما عارض ذلك”.
وواصل: “خاطب بنزيما اللاعبين في غرفة الملابس، قائلا إنهم في قطر من أجل لعب كرة القدم، وليس لقضايا أخرى.. تمت مطالبة بنزيما بمضاعفة التدريبات للتخلص من الإصابة، لكنه رفض ذلك، وقال لهم أعرف كيف أتعامل مع جسدي.. وتجددت إصابته”.
وأردف ريولو: “معظم الأطباء قالوا إنه يمكنه اللحاق بمباراة دور الـ16، وعلى أقصى تقدير ربع النهائي.. لكنهم أخبروه ليلا بأنه لا يمكنه اللعب، وجهزوا له طائرة صباحا ليغادر قطر، وهو أمر أزعج البعض مثل مبابي”.
وأشار الصحفي الفرنسي إلى أن بنزيما “تم خداعه كأحمق من أجل التخلص منه” وأن هذا تم “من خلال تعريض ديشان له لتمارين زائدة عن طاقته البدنية، بينما لم يكن بنزيما يريد ذلك، وأصيب مجددا، ورغم ذلك كان يستطيع أن يلحق بمنتخب فرنسا في دور الـ16، وبدءا من الدور ربع النهائي كان لائقا بشكل كامل”.
برر دانيال ريولو كل هذه السلوكيات تجاه بنزيما بأن مدربه ديشان “لم يكن يريد عودته إلى منتخب فرنسا، ولم يتقبل أنباء إعادته للمنتخب بترحاب كبير، خصوصا في هذا المعسكر”.
تجدر الإشارة إلى أنه وفي وقت سابق ذكرت صحيفة “ماركا” الإسبانية أن كريم ألغى متابعة الغالبية العظمى من المنتخب الفرنسي، فيما احتفظ فقط بزملائه في ريال مدريد إدواردو كامافينغا أوريلين تشواميني، بالإضافة إلى رفائيل فاران وكيليان مبابي وماركوس تورام.
وكان مهاجم ريال مدريد، قد أعلن عصر الإثنين الـ 19 من ديسمبر 2022، عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن اعتزاله اللعب دوليًا مع منتخب فرنسا.
وكتب: “لقد بذلت الجهد وارتكبت الأخطاء وكل ذلك أوصلني إلى أين أنا الآن، أنا فخور اليوم بكل ذلك. كتبت قصتي، وقصتنا نحن انتهت”.
لتظهر للعلن فيما بعد تفسيرات عديدة لهذا الإعتزال الذي جاء يوا بعد نهائي مونديال قطر الذي خسرته فرنسا ضد الأرجنتين، حيث كشفت مؤخرا مصادر إعلامية فرنسية بأن قرار اعتزال المهاجم ذو الأصول الجزائرية، يعود أساسا إلى ماوصفته بحادثة خيانة تعرض لها اللاعب من قبل مدرب المنتخب الفرنسي، ديدييه ديشان وعدد من زملائه داخل المنتخب، حيث دفعته الواقعة لإنهاء مشواره الدولي بعد انتهاء كأس العالم مباشرة، والتوقف عن اللعب في صفوف الديوك في سن الخامسة والثلاثين.
المصادر ذاتها أبرزت أن بداية الأزمة تعود إلى الإصابة التي تعرض لها بنزيما قبل انطلاقة مباريات كأس العالم، حيث كان قرار مغادرته مقر إقامة المنتخب الفرنسي في الدوحة، بطلب من المدرب ديشان، وبالتنسيق مع الجهاز الطبي، رغم أن نجم ريال مدريد كان يريد البقاء مع البعثة، علما وأنه قد تعافى بعد خمسة أيام فقط من إصابته، مما يعني أنه كان من الممكن أن يكون جاهزًا لدعم صفوف منتخب فرنسا في الأدوار الإقصائية أو ربما قبل ذلك بقليل.
الطرف الأخر في حادثة الخيانة تقول المصادر، إنه تمثل في التكتل الذي حصل بين اللاعبين القدامى في المنتخب بقيادة جيرو وغريزمان، حيث نجحوا في التأثير على بقية العناصر للضغط على المدرب وقطع الطريق أمام عودة بنزيمة حتى بعد تعافيه من الإصابة.
حيث واعتبر أصحاب الخبرة في منتخب فرنسا أن النتائج التي حققوها والتقدم في الأدوار جاء بجهدهم، وبالتالي لا يوجد داعي لعودة بنزيمة من جديد، حتى لا يخطف الأضواء منهم، ولا يلعب مكان جيرو في خط الهجوم.
وعندما أحس بنزيمة بالخيانة من قبل المدرب وزملائه اللاعبين، قطع اتصالاته بالمنتخب نهائيا، علما وأنه كان في البداية يوجه رسائل دعم ومساندة للاعبين قبل المباريات، لكن تغريداته عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحولت بعد ذلك الى ألغاز، خاصة عندما قال لا يهمني وذلك قبل المباراة النهائية لكأس العالم، حيث شعر اللاعب بالخيانة من الجهاز الفني واللاعبين، وأحس بأنه غير مرغوب فيه، وبالتالي لم يعد له مكان في منتخب فرنسا.
يذكر أن نجم ريال مدريد وصاحب الكرة الذهبية، قد رفض دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للسفر إلى الدوحة لحضور النهائي، عندما وجه الدعوة أيضا للاعبين المصابين والذين لم يشاركوا في كأس العالم وقدامى اللاعبين المتوّجين بالكأس، لمرافقته في الطائرة الرئاسية بهدف تشجيع فرنسا في المباراة النهائية للمونديال.
نقاش حول هذا المنشور