بين الأصالة والتقاليد والقوة والرسانة، اتخذت منتخبات كرة القدم ومنذ مشاركاتها الأولى في البطولات العالمية الكبرى أسماء وألقابا تميزها، حيث دأب المشجعون والأنصار على نعت منتخباتهم بعدة كنيات وتسميات.
فالمنتخب الوطني التونسي مثلا عرف بلقبه “نسور قرطاج”، وبالنسبة لكلمة “قرطاج”، فهي مهد الحضارة التونسية وعاصمة الدولة القديمة في العصر الفينيقي، لذلك نسب المنتخب التونسي إلى قرطاج رمزا للقوة والعراقة.
أما عن النسر، فكان ضروريًا اختيار تسمية لها دلالة قوية، فوقع الاختيار على النسر لما يتمتّع به من سرعة بديهة وقوة وشجاعة وهي خصال يجب أن يتمتّع بها لاعب كرة القدم في المنافسة على البطولات. لكن متى سمي المنتخب التونسي بـ “نسور قرطاج”؟
وعشاق منتخب البرازيل أو “السيليساو” صاحب الرقم القياسي لإحراز كأس العالم بخمسة ألقاب، يفضلون تسميته بمنتخب “راقصي السامبا” نسبة إلى أدائه القريب في سرعته وفنياته من رقصة السامبا المعروفة في كرنفالات ريودي جانيرو الشهيرة.
ومن رقصة موسيقى التانغو الأرجنتينية حصل منتخب الأرجنتين، استوحى منتخب الأرجنتين على قلب “راقصي التانغو”.
أما الجارة الأوروغواي التي حصلت على كأس العالم مرتين يعرف منتخبها باسم “السيليستي” نسبة إلى اللون السماوي لعلم البلاد ولباس الفريق باللغة الإسبانية.
ومن أمريكا الجنوبية إلى الشمالية أين يطلق لقب “إل تري كولور” على منتخب المكسيك، حيث تشير التسمية إلى الألوان الثلاثة في العلم المكسيكي.
أما منتخب الولايات المتحدة فيُلقب بـ “اليانكيز” والتي تشير إلى الأميركيين.
ومن الأمريكيتين نشد الرحال إلى أوروبا، فعشاق فرنسا بطلت النسخة الأخيرة للمونديال، يُطلقون أحيانا تسمية “البلوز” على فريقهم كما يعرفه كثيرون بمنتخب “الديوك” من شعار الديك الفرنسي الذي اعتمد في البلاد منذ القرن الرابع عشر رمزا لليقظة الفرنسية.
أما المنتخب الألماني فيلقبه أنصاره بالماكينات، نظرا لقوة الأداء التي تلازم المنتخب الألماني دائما والمستوحاة من القوة الصناعية للبلاد، كما يطيب لمشجعيه تسميته أحيانا بـ”الناسيونال مانشافت” التي تعني بالألمانية المنتخب الوطني.
أما إسبانيا صاحبة التتويج الوحيد سنة 2010، فيعرفه الجميع بلقب “الماتادور”، وهو اللقب الذي يطلق على مصارعي الثيران باعتباترها الرياضة الأكثر شعبية في إسبانيا. كما يسمى أيضا “لافوريا روخا” التي تعني الغضب الأحمر باللغة الإسبانية.
منتخب آخر أطلق عليه مشجعوه تسميتان وهما “البرتقالي” أو “الطواحين الهولندية” هو اللقب الذي يعرف به منتخب هولندا التي اشتهرت منذ قرابة ألف عام بطواحين الهواء.
أما المنتخب البرتغالي فيلقب بـ”برازيل أوروبا” بسبب المهارات الفنية التي يتمتع بها لاعبوه وتشبه مهارات المنتخب البرازيلي، ويطلق عليه أيضا منتخب “الملاحين” نسبة للمستكشف البرتغالي فاسكو دي غاما.
إلى آسيا الآن، حصل المنتخب الكوري الجنوبي على اسم “محاربي التايجوك”، والتايجوك هي أصل رياضة “التايكواندو” حاليا.
أما منتخب اليابان فيطلق عليه “الساموراي” نسبة إلى محاربي اليابان القدماء.
من القارة الصفراء نسافر إلى الأدغال، حيث يحمل المنتخب الكاميروني اسم “الأسود غير المروضة” ، نظرا للقوة البدنية التي يتمتع بها هذا المنتخب.
الأسد ليس رمز الكاميرون فحسب فحتى السينغال اختارت أن تسمي منتخبا بأسود التيرينجا وتعد كلمة تيرانجا من الكلمات التي يتم ترديدها كثيرًا في السنغال، وتُعرف هناك باسم “ولوف، وتعني كرم الضيافة أو كرم الترحيب.
أما “نجوم السوداء” فهو اللقب الذي يطلق على المنتخب الغاني.
للمنتخبات العربية نصيب أيضا من الألقاب والكنى، فقطر مضيفة النسخة الحالية للمونديال 2022، اختارت لقب “العنابي”، نظرا للون العنابي الذي يرتديه وهو اللون الأساسي لقميص المنتخب.
بينما يلقب المنتخب السعودي بـ “الصقور الخضر” نسبة إلى اللون الأخضر الذي يسيطر على علم المملكة.
ويحمل المنتخب المغربي لقب “أسود الأطلس” وذلك بسبب امتداد جبال الأطلس على حدود المغرب.
نقاش حول هذا المنشور