فاز الإيطالي-السويسري جاني إنفانتينو بولاية جديدة مدتها أربع سنوات على رأس الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا (حتى 2027) بعد انتخابات تم تنظيمها اليوم الخميس 16 مارس 2023 في كيغالي، كمرشح بمفرده.
وكان إنفانتينو واثقاً من البقاء على رأس الاتحاد الدولي حتى 2027، جراء وصول اليد اليمنى السابق لرئيس الاتحاد الأوروبي الفرنسي ميشال بلاتيني، إلى منصبه بعد دفعة مالية مشبوهة حصل عليها الأخير من الرئيس السابق لفيفا السويسري جوزيف بلاتر وأطاحت الرجلين من مواقعهما الدولية لسنوات سطليكون خيار الاتحادات الوطنية الـ211 المنضوية محصوراً في الجمعية العمومية الـ73 في رواندا التجديد بالتزكية لإنفانتينو البالغ 52 عاماً، المرشح بمفرده على غرار انتخابات 2019 الأخيرة، أو التعبير عن رفض رمزي.
وكان إنفانتينو المولود في 23 مارس 1970 في بريغ السويسرية، والمتزوج من اللبنانية لينا الأشقر، أمينا عاما للمركز الدولي للدراسات الرياضية، وعمل مستشارا لهيئات رياضية عدة في إيطاليا وإسبانيا وسويسرا قبل بدء العمل مع الاتحاد الاوروبي في أوت 2000 في قسم الشؤون القانونية والتجارية.
وعمل من 2004 الى 2007 رئيسا لقسم الشوؤن القانونية، ثم أمينا عاما موقتا مع الاشراف على قسم الشؤون القانونية (2007-2009)، وأخيرا أمينا عاما منذ اكتوبر 2009 في فترة رئاسة بلاتيني.
هذا ولا يتراجع إنفانتينو، القادر على التحدّث بست لغات، باطلاق مشاريع أو أفكار جديدة، وهو الذي قال قبل مونديال قطر 2022 “أشعر اني عربي، إفريقي، مثلي، معوّق، عامل مهاجر”، بعد أن عانى من “التمييز” كطفل إيطالي و”أحمر الشعر” في مقاطعة فاليه السويسرية.
وعلى الصعيد الإداري، شهدت ولايته الأخيرة إصلاحاً واسعاً في الانتقالات (إنشاء تراخيص للوكلاء وتحديد سقف لعمولاتهم)، انشاء إجازة أمومة لجميع اللاعبات المحترفات، وقواعد انضباطية أكثر حماية لضحايا الاعتداءات الجنسية.
كما يمكنه التفاخر أيضاً بميزانية صلبة، مع ارتفاع الدخل بنسبة 18% والاحتياط 45% لدورة 2019-2022، مقارنة مع الدورة السابقة.
وهو ارتياح مالي، سمح لفيفا برفع مساعداته للاتحادات القارية والوطنية، لتلعب دور ماكينة إعادة التوزيع، رغم تساؤلات حول تأثير هذا الأمر على الانتخابات.
واستمتع إنفانتينو بدعم 35 اتحاداً من أميركا الوسطى، بينها عدد من الجزر الكاريبية، و54 من الاتحادات الإفريقية، كما أنه بات بمقدوره دغدغة الدول الأوروبية الكبرى والحديث عن كأس العالم كل سنتين بدلاً من أربع قبل عدوله عن رأيه العام الماضي، أو بمنع بعض المنتخبات من ارتداء شارة قائد “حب واحد” الداعمة للمثليين في مونديال قطر.
وفي خطوة حسّاسة أيضاً، قرّر الاتحاد الدولي في 16 ديسمبر توسيع رقعة المشاركين في مونديال الأندية إلى 32 فريقاً بدءاً من صيف 2025. مشروع حارب إنفانتينو لأجله منذ عدة سنوات، لإغراء شركات النقل ومنافسة دوري أبطال أوروبا الذي يُعدّ دجاجة ذهبية للاتحاد القاري (ويفا).
نقاش حول هذا المنشور