تعرض اليوم العديد من تلتميذ المدرسة الإعدادية شط السلام لحالات إغماء واختناق بعد استنشاقهم لغازات سامة صادرة عن وحدة من المجمع الكيميائي التونسي (GCT). بعض الأطفال فقدوا الوعي، بينما تم نقل آخرين إلى المستشفى لإجراء فحوصات طبية. تدخلت فرق الإنقاذ والحماية المدنية بسرعة لتأمين المدرسة والحد من المخاطر على التلاميذ والموظفين، وفقًا لما ذكرته إذاعة موزاييك.
هذا الحادث لا يمثل واقعة معزولة. تعاني ڨابس منذ سنوات من تكرار حلقات التلوث الصناعي، التي تؤثر مباشرة على المدارس والأحياء القريبة من وحدات إنتاج المجمع الكيميائي التونسي. قبل بضعة أسابيع، تعرضت المدرسة الإعدادية شط السلام لموجة أولى من الاختناق، مما أثار الذعر بين التلاميذ واحتاج إلى تدخل فرق الإنقاذ. تم التنديد بتقادم منشآت المجمع الكيميائي التونسي ونقص التدابير الوقائية عدة مرات من قبل السكان والنقابات المحلية.
تُقام مظاهرات بانتظام أمام مقر المجمع الكيميائي التونسي الإقليمي، بعضها يتطور إلى أعمال تخريب وتدمير، مما يعكس استياء المواطنين. اضطرت الوحدات الامنية للتدخل لتأمين المكان ومنع تفاقم التوترات.
بالنسبة للسكان، تتجاوز الوضعية مجرد حادث صناعي. إنها تعكس أزمة بيئية هيكلية حيث تتعرض صحة المواطنين، وخاصة الأطفال، للتهديد بشكل دائم. تندد النقابات بـ”قنبلة موقوتة” وتطالب بتحديث المنشآت، ومراقبة بيئية صارمة، وإجراءات ملموسة لحماية السكان.
تؤكد هذه التسممات الجديدة أن ڨابس لا تزال في قلب أزمة صحية واجتماعية كبرى، بين حوادث متكررة، وغضب شعبي، ووعود غير محققة. ينتظر السكان الآن إجراءات دائمة وفعالة لمنع الكوارث المستقبلية وضمان بيئة آمنة.
نقاش حول هذا المنشور