حدث غير متوقع شهدته الحياة اليومية لسكان جربة هذا الثلاثاء: شجرتان معمّرتان، مغروستان منذ أجيال أمام المقهى الشهير الحاج حسن في حومة السوق، انهارتا في وقت واحد. لا رياح عاتية، ولا عاصفة… لم يكن هناك ما ينبئ بمثل هذا السقوط. المشهد أثار دهشة وتأثر السكان ورواد المكان، الذين كانوا يرون فيهما أكثر من مجرد شجرتين.
كانت هاتان الشجرتان جزءًا من ديكور المدينة العتيقة منذ عقود. صورة تعود إلى عام 1943 تظهرهما لا تزالان شابتين، مما يثبت أنهما زُرعتا قبل ذلك بكثير. منذ ذلك الحين، نمتا مع الحي، استقبلتا أجيالًا من زبائن المقهى ورافقا الذاكرة الجماعية. بالنسبة للكثيرين، أصبحتا معلمًا ورمزًا لهوية حومة السوق.
يقدم المختصون عدة فرضيات حول أسباب هذا الانهيار المتزامن:
– ضعف الجذور بسبب زيادة الرطوبة أو تسربات تحت الأرض.
– تربة ضعيفة غير قادرة على الحفاظ على تثبيت الأشجار.
– وزن الأغصان الذي أصبح ثقيلًا جدًا بالنسبة لجذور ضعيفة.
– الشيخوخة الطبيعية: مثل البشر، تفقد الأشجار حيويتها مع مرور الوقت.
إذا كانت الخسارة مادية ورمزية، فإنها تذكر أيضًا بهشاشة التراث الطبيعي. يتحدث السكان بالفعل عن إمكانية زراعة أشجار جديدة لكي تستمر القصة. بينما يصر آخرون على ضرورة الحفاظ على الصور والقصص والشهادات للحفاظ على ذاكرة هؤلاء الشهود على الزمن حية.
نقاش حول هذا المنشور