أعلن الكاتب العام للاتحاد المحلي للشغل بجرجيس الهادي الحميدي، غلق جميع المؤسسات التربوية بالمدينة، اليوم السبت الأـ 19 من نوفمبر 2022، حرصا على سلامة التلاميذ بعد تسجيل حالات اختناق بالغاز في مدرسة 2 مارس وسط المدينة والمحاضن اثر مواجهات يوم أمس.
وكان قسم الاستعجالي بالمستشفى الجهوي، قد استقبل أمخس الجمعة، عددا كبيرا من حالات الاختناق بالغاز في صفوف القصر والنساء بعد أن شهدت مناطق متفرقة من مدينة جرجيس مواجهات بين محتجين وقوات الأمن.
يشار إلى أن اهالي معتمدية جرجيس، قد خرجوا أمس الجمعة باعداد كبيرة بين عائلات مفقودي فاجعة غرق مركب الهجرة غير النظامية ومسانديهم في الحراك الشعبي، في مسيرة حاشدة في اتجاه جزيرة جربة، توقفت قبل ان تصل إلى الطريق الرومانية الرابطة بين جربة وجرجيس، بسبب وجود حاجز امني منع المحتجين من استكمال الطريق نحو الجزيرة، وفق ما عاينته صحفية وكالة تونس افريقيا للأنباء.
وقام عدد من المحتجين برشق الوحدات الامنية بكثافة بالحجارة، لمحاولة اتمام سيرهم نحو جزيرة جربة، ما جعل الوحدات الامنية تتدخل باستعمال الغاز المسيل للدموع، وتقوم باعتقال عدد من المحتجين ليتم اطلاق سراحهم لاحقا، وليقرر المحتجون اثر ذلك العودة الى معتمدية جرجيس ومواصلة اعتصامهم المفتوح.
وجاء هذا التحرك بعد حالة الاحتقان والاستياء التي رافقت تراجع وزير الداخلية عن التحول الى معتمدية جرجيس والالتقاء بعائلات المفقودين، وهو ما اعتبره اهالي جرجيس “تجاهلا ولامبالاة”، مطالبين رئيس الجمهورية او رئيسة الحكومة بزيارتهم “من اجل اعادة الاعتبار والكرامة”.
وتعيش مدينة جرجيس منذ نحو شهرين حالة من الغضب والإحتقان التي رافقتها عدة احتجاجات بعد غرق أحد مراكب الهجرة الغير شرعية الذي كان يحمل 18 شخصا والذي أبحر في الـ 21 من سبتمبر الماضي وقيام السلطات بدفن الضحايا في “مقبرة الغرباء”، ما أثار غضبا كبيرا في المدينة.
حيث يسعى الأهالي إلى حث السلطة على تسريع مسار البحث ومقاضاة من تثبت مسؤوليتهم في غرق مركب المهاجرين وانتشال الجثث ودفنهم في مقابر الغرباء بطريقة غير قانونية.
وبحسب روايات الأهالي، فإن المركب قد انطلق من سواحل جرجيس يوم 21 سبتمبر الماضي، لكن أخبار الموجودين في المركب وأغلبهم من أصيلي جرجيس انقطعت بعد 48 ساعة وظلت الأنباء متضاربة بشأن مصيرهم لنحو ثلاثة أسابيع حتى ظهور جثة الفتاة “ملاك وريمي” على الساحل، وهو ما أفضى بالأهالي للتفطن لاحقا إلى أن عددا من جثث ضحايا الفاجعة قد دفنت منذ فترة كغرباء في مقبرة “حدائق إفريقيا” من قبل السلطات المحلية، دون أن يكون لهم علم بذلك، ما أدى إلى تحركات محلية عديدة وتواصل أجواء من التوتر والاحتقان في المنطقة.
نقاش حول هذا المنشور