أعلنت عائلات المفقودين في حادثة غرق مركب للهجرة غير النظامية منذ حوالي شهرين وأهالي الضحايا بمساندة المجتمع المدني بجرجيس،أنهم سيخرجون غدا الجمعة الـ 18 من نوفمبر 2022، في مسيرة سلمية نحو جزيرة جربة وإعلان الدخول في عصيان مدني الاثنين القادم.
وفي هذا السياق، أوضح الناشط في المجتمع المدني بالجهة، علي كنيس أن القرارين اتخذا عقب انسحاب عائلات المفقودين وأعضاء الهيئة المحلية للحقيقة والعدالة بجرجيس من قاعة الاجتماعات بالمركز التكنولوجي بفضاء الأنشطة الاقتصادية بجرجيس لعدم حضور وزير الداخلية المتواجد حاليا بجربة في اطار تفقد آخر الاستعدادات الأمنية للقمة الفرنكوفونية.
وأشار المصدر ذاته، أن تغيب وزير الداخلية عن دعوتهم الموجهة منذ أسبوع فيه احتقار للجهة ومعاناة أبنائها فضلا عن كون حضوره كان بحثا عن حقيقة ما رافق فقدان المركب وبالتالي هذا التجاهل يؤكد أن الدولة لا تفي بوعودها.
وكانت الهيئة المحلية للحقيقة والعدالة بجرجيس، المكلفة بمتابعة مايعرف “بفاجعة جرجيس” التي مر عليها نحو شهرين، قد دعت على هامش ندوة صحفية عقدتها مساء أمس الأول الثلاثاء الـ 15 من نوفمبر 2022، أمام مدخل الميناء التجاري بجرجيس، مكان الاعتصام، رئيس الجمهورية، إلى ارسال وفد وزاري إلى جرجيس اليوم الأربعاء أو يوم غد الخميس من هذا الأسبوع من أجل تسريع مسار البحث ومقاضاة من تثبت مسؤوليتهم في غرق مركب المهاجرين وانتشال الجثث ودفنهم في مقابر الغرباء بطريقة غير قانونية.
هذا ونبهت الهيئة إلى أنه في حال عدم الاستجابة إلى هذا المطلب، فان أبناء الجهة سيتجهون سيرا على الأقدام يوم الجمعة إلى جزيرة جربة، التي تعيش على وقع قمة الفرنكوفونية.
يشار إلى أن جربة ستحتضن على امتداد يوميْ 19 و20 نوفمبر الجاري، القمة الفركفونية بمشاركة 31 رئيس دولة وحكومة و89 وفدا رسميا.
يذكر أن اللجنة كانت قد شددت على ضرورة تحول لجنة وزارية برئاسة رئيسة الحكومة ووزراء الداخلية والعدل والشؤون الاجتماعية والفلاحة لمواساة عائلات ضحايا ومفقودي فاجعة جرجيس، والبحث عن الحقيقة وفتح ملف التنمية، مع إمضاء محضر جلسة في المجال، وضبط رزنامة تفعيل عدة مشاريع ومطالب مدرجة في محاضر جلسات سابقة، وتنتظر الإمضاء، وفق الهادي الحميدي، رئيس الاتحاد المحلي للشغل بجرجيس.
هذا وتعيش مدينة جرجيس منذ نحو شهرين حالة من الغضب والإحتقان التي رافقتها عدة احتجاجات بعد غرق أحد مراكب الهجرة الغير شرعية الذي كان يحمل 18 شخصا والذي أبحر في الـ 21 من سبتمبر الماضي وقيام السلطات بدفن الضحايا في “مقبرة الغرباء”، ما أثار غضبا كبيرا في المدينة.
وبحسب روايات الأهالي، فإن المركب قد انطلق من سواحل جرجيس يوم 21 سبتمبر الماضي، لكن أخبار الموجودين في المركب وأغلبهم من أصيلي جرجيس انقطعت بعد 48 ساعة وظلت الأنباء متضاربة بشأن مصيرهم لنحو ثلاثة أسابيع حتى ظهور جثة الفتاة “ملاك وريمي” على الساحل، وهو ما أفضى بالأهالي للتفطن لاحقا إلى أن عددا من جثث ضحايا الفاجعة قد دفنت منذ فترة كغرباء في مقبرة “حدائق إفريقيا” من قبل السلطات المحلية، دون أن يكون لهم علم بذلك، ما أدى إلى تحركات محلية عديدة وتواصل أجواء من التوتر والاحتقان في المنطقة.
نقاش حول هذا المنشور