أعلنت الهيئة المحلية للحقيقة والعدالة بجرجيس المخصصة لمتابعة الحراك في علاقة بحادثة غرق 18 من أبناء المنطقة في عملية هجرة غير شرعية، على هامش تجمّع شعبي انتظم مساء أمس الخميس 29 ديسمبر 2022 على خلفية خطاب رئيس الجمهورية ليلة أول أمس الذي تطرق فيه الى الفاجعة، أنها ستواصل النضال والتحرك بكل الأشكال المتاحة مع إمكانية التصعيد.
حيث وصفت العائلات خطاب الرئيس بالغير مفهوم، مشدّدة على ضرورة التمسك بكشف ملابسات ما بعد غرق القارب وخاصة ما يحوم حول طريقة الدفن ومكان الدفن.
في المقابل، أكد ناشطون بالمجتمع المدني أن الاعتصام سيتواصل مع إمكانية العودة به إلى مدخلي فضاء الأنشطة الاقتصادية والميناء التجاري والنظر في تنفيذ الإضراب العام الذي ينتظر أن يكون محور اهتمام الهيئة الإدارية المحلية للاتحاد المحلي للشغل بجرجيس المنتظر ان تعقد يوم السبت إلى جانب بحث إمكانية تنظيم مسيرة يوم السبت أيضا.
يشار إلى أن رئيس الجمهورية قيس سعيّد، كان قد كشف في كلمة له أول أمس الأربعاء 28 ديسمبر 2022، ان ضحايا غرق مركب الهجرة غير النظامية في جرجيس، هم شهداء تم إغراقهم، وسيتحمّل من قام بالعملية ومن يقف وراءه المسؤولية في ذلك.
وأضاف رسعيّد أن القارب كان مثقوبا ولا يتسع إلا لـ 7 أشخاص، الا أن منظّم الرحلة أصر على الابحار رغم تحذيرات عديد البحّارة من سوء الأحوال الجوية.
وقال سعيّد ان عمليات دفن جثة الضحية الاولى دون تشريح واخراج الجثث بصدد التحلل، كان الهدف منه مزيد تأجيج الاوضاع.
كما تحدث رئيس الحمهورية عن 400 الف دينار تم ارسالها من فرنسا، في اطار العملية المذكورة.
وتعيش مدينة جرجيس منذ مايزيد عن 3 أشهر حالة من الغضب والاحتقان التي رافقتها عدة احتجاجات بعد غرق أحد مراكب الهجرة الغير شرعية الذي كان يحمل 18 شخصا والذي أبحر في الـ 21 من سبتمبر الماضي وقيام السلطات بدفن الضحايا في “مقبرة الغرباء”، ما أثار غضبا كبيرا في المدينة.
وبحسب روايات الأهالي، فإن المركب قد انطلق من سواحل جرجيس يوم 21 سبتمبر الماضي، لكن أخبار الموجودين في المركب وأغلبهم من أصيلي جرجيس انقطعت بعد 48 ساعة وظلت الأنباء متضاربة بشأن مصيرهم لنحو ثلاثة أسابيع حتى ظهور جثة الفتاة “ملاك وريمي” على الساحل، وهو ما أفضى بالأهالي للتفطن لاحقا إلى أن عددا من جثث ضحايا الفاجعة قد دفنت منذ فترة كغرباء في مقبرة “حدائق إفريقيا” من قبل السلطات المحلية، دون أن يكون لهم علم بذلك، ما أدى إلى تحركات محلية عديدة وتواصل أجواء من التوتر والاحتقان في المنطقة.
نقاش حول هذا المنشور