أقيمت مساء أمس مراسم اختتام الدورة الثامنة من مهرجان الجونة السينمائي الدولي، حيث فاز الفيلم التونسي «من أين يأتي الريح»، من إخراج أمال ڨلاتي، بجائزة نجمة الجونة لأفضل فيلم روائي عربي.
تأتي هذه الجائزة لتكريم أول فيلم طويل للمخرجة التونسية، الذي أنتجته أسماء شبوبي لشركة يول فيلم (تونس) وكريم أيتونة لشركة هوت لي مين برودكشنز (فرنسا)، بالتعاون مع معهد الدوحة للأفلام (قطر). الفيلم، الذي تبلغ مدته حوالي 100 دقيقة، يضم في أدواره الرئيسية كل من إيا بلاغة وسليم بڨار.
عُرض الفيلم لأول مرة في جانفي 2025 في مهرجان صندانس ضمن قسم المنافسة الدرامية للسينما العالمية، ثم شارك في عدة مهرجانات دولية، منها روتردام ولا ڨاليت، حيث فاز بجائزة النحلة الذهبية لأفضل فيلم طويل وجائزة أفضل أداء نسائي لإيا بلاغة. وقد أكدت مشاركته في الجونة، ضمن منافسة الأفلام الروائية العربية، على الاعتراف المتزايد بالفيلم على الساحة الإقليمية.
تتبع القصة شابين تونسيين، أليسا (19 عامًا) ومهدي (23 عامًا)، اللذين يغادران تونس العاصمة متجهين إلى جربة للمشاركة في مسابقة رسم. يصبح هذا السفر بالنسبة لهما وسيلة لاستكشاف علاقتهما بالعالم والحرية وخياراتهما الشخصية. تدور أحداث الفيلم بشكل رئيسي على طرق الجنوب التونسي، ويتناول من خلال هذا التنقل تطلعات وتناقضات الشباب التونسي المعاصر.
يتميز «من أين يأتي الريح» بنهج واقعي، متجذر في المجتمع التونسي اليوم، مع إفساح المجال للحظات من التأمل والاسترخاء. تواصل أمل ڨلاتي، التي كتبت سيناريو الفيلم أيضًا، استكشاف المواضيع التي بدأت بها في أفلامها القصيرة، حول الانتقال إلى مرحلة البلوغ والعلاقة بين الشباب وبيئتهم الاجتماعية.
مع هذه نجمة الجونة، ينضم الفيلم إلى قائمة الأعمال العربية التي حظيت بالتكريم من قبل المهرجان منذ إنشائه، مؤكداً على حضور السينما التونسية في الفعاليات الرئيسية بالمنطقة.
نقاش حول هذا المنشور