فيلم «صوت هند رجب» للمخرجة التونسية كوثر بن هنية ترك بصمة لامعة في الدورة الثانية والثمانين من مهرجان البندقية السينمائي الدولي. عُرض الفيلم في المسابقة الرسمية، وحصد ست جوائز رئيسية من بين ثماني جوائز موازية مُنحت هذا العام، وهو حدث نادر في تاريخ المهرجان.
أول جائزة حصل عليها الفيلم كانت «ليونتشينو دورو (الأسد الذهبي الصغير)»، التي قدمتها لجنة تحكيم من الشباب، مما يبرز الصدى الخاص للفيلم لدى الأجيال الجديدة. إلى جانب هذا التقدير، حصل الفيلم على «جائزة الصليب الأحمر الإيطالي»، التي تكرم الأفلام التي تحمل رسالة إنسانية قوية. واستمر النجاح مع «جائزة أركا سينما جيوفاني»، التي منحتها أيضًا لجنة من الشباب، مؤكدةً صدى الفيلم لدى جمهور متنوع.
تم الإشادة بالتأثير العالمي للقصة التي روتها كوثر بن هنية مرة أخرى من خلال «إشارة خاصة سينما لليونيسف»، التي تميز الأفلام الحساسة لوضع الطفولة. كما حصل الفيلم على «جائزة الابتسامة المختلفة»، التي تُمنح للأعمال التي تروج للتسامح والشمول والفهم الثقافي المتبادل. وأخيرًا، تم تكريمه بجائزة «اليونسكو CICT إنريكو فولتشيني»، التي تكرم الأفلام التي تساهم في الحوار بين الثقافات والشعوب.
قبل عرضه الأول في البندقية، كان الفيلم قد اختير بالفعل من قبل تونس لتمثيل البلاد في جائزة الأوسكار لأفضل فيلم دولي في عام 2026، وهو علامة قوية على الثقة الموضوعة فيه وأهمية رسالته.
أكد العرض في البندقية هذه التوقعات، حيث حظي «صوت هند رجب» باستقبال حافل، مع تصفيق قياسي لمدة 23 دقيقة و50 ثانية. لحظة من العاطفة الشديدة التي وضعت هذا الفيلم بين الاكتشافات الكبرى للمهرجان.
يبقى الآن معرفة ما إذا كانت لجنة التحكيم في المسابقة الرسمية ستمنحه جائزة. السؤال حاسم: هل سيتم الاختيار بناءً على الجودة السينمائية للعمل فقط، أم أن الموضوع السياسي الذي يتناوله سيؤثر على القرار؟ وبغض النظر عن النتيجة، ستظل التساؤلات كما هي: إذا تم تكريم الفيلم، فهل سيكون ذلك بسبب موضوعه أم فنه؟ وإذا لم يكن كذلك، فهل سيكون لنفس الأسباب المعكوسة؟
سواء أكان سجل الجوائز في المسابقة سيمنحه تمييزًا جديدًا أم لا، فإن «صوت هند رجب» قد ترك بصمته بالفعل في هذه الدورة الثانية والثمانين من المهرجان بتأثيره الفني وصدىه الدولي، مسجلًا اسمه واسم كوثر بن هنية في تاريخ السينما المعاصرة.
نقاش حول هذا المنشور