يواصل فيلم “صوت هند رجب” للمخرجة التونسية كوثر بن هنية مسيرته الاستثنائية في الدورة 82 من مهرجان البندقية السينمائي الدولي بفوزه بإحدى أرقى الجوائز في القائمة الرسمية: جائزة الأسد الفضي، وهي ثاني أفضل جائزة في المهرجان.
هذا التتويج الجديد، بعد ستة تمييزات موازية حصل عليها الفيلم سابقاً، يؤكد القوة الفنية والعاطفية للعمل، الذي يبرز كحدث بارز في هذه النسخة من المهرجان لعام 2025.
خلال حفل الختام، صعدت كوثر بن هنية إلى المسرح لتسلم جائزتها. وفي خطاب بسيط ومؤثر، أهدت هذه الجائزة إلى الهلال الأحمر الفلسطيني، مذكّرة بأن هند رجب لم تكن سوى طفلة من بين آلاف الضحايا الآخرين للإبادة الجارية في غزة. وأصرت على أن تُسمع أصواتهم في جميع أنحاء العالم، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك لوضع حد لهذه المأساة.
بهذه الكلمات، جعلت المخرجة ذكرى هند رجب تتردد في البندقية، وكذلك ذكرى جميع أطفال غزة، محولة تتويجها الفني إلى عمل من الشهادة والمقاومة. كما ذكّر هذا اللحظة بأهمية السينما، ليس فقط كفن، بل كوسيلة لنقل صوت المنسيين وتسليط الضوء على القضايا الإنسانية التي غالباً ما تُهمل.
الآن، تتجه كل الأنظار نحو مستقبل الفيلم. نحن نأمل في مسيرته الدولية، وخاصة في جوائز الأوسكار لعام 2026، حيث تم اختيار “صوت هند رجب” لتمثيل تونس رسمياً في فئة أفضل فيلم دولي.
في انتظار هذا الموعد الهام، سيتمكن الجمهور التونسي من مشاهدة الفيلم ابتداءً من 10 سبتمبر، تاريخ صدوره في قاعات السينما في تونس، ليشارك بدوره في العاطفة التي غزت البندقية وأثرت في النقد الدولي.
نقاش حول هذا المنشور