أعلن المركز الوطني للسينما والصورة في 27 أوت 2025 أن تونس ستقدم في النسخة القادمة من جوائز الأوسكار، في فئة أفضل فيلم دولي، آخر فيلم طويل لكوثر بن هنية، “صوت هند رجب”. يبرز هذا الاختيار الأهمية المتزايدة للمخرجة على الساحة الدولية ويعكس الطموح التونسي للتألق في المنافسة العالمية.
ليست كوثر بن هنية غريبة عن الأوسكار. فقد قدمت لتونس أول ترشيح لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم دولي مع “الرجل الذي باع جلده” (2020)، الذي عرض لأول مرة في مهرجان البندقية وحقق نجاحًا نقديًا دوليًا. ثم تم ترشيحها لجائزة أفضل فيلم وثائقي مع “بنات ألفة” (2023)، الذي كان أيضًا علامة تاريخية: كان أول فيلم تونسي في المنافسة الرسمية في كان منذ 1970، مما يؤكد المكانة المتزايدة للمخرجة على الساحة العالمية.
عرض عالمي أول منتظر في البندقية
سيتم عرض “صوت هند رجب” لأول مرة عالميًا في 3 سبتمبر 2025 خلال مهرجان البندقية، في المنافسة الرسمية. أثارت هذه الاختيار اهتمامًا دوليًا كبيرًا، زاد من خلال مشاركة شخصيات هوليوودية كبيرة مثل براد بيت، خواكين فينيكس وجوناثان غليزر، الذين انضموا إلى المشروع كمنتجين تنفيذيين. يعزز دعمهم أهمية وتأثير هذا الفيلم، الذي يجمع بين الالتزام والعاطفة والنطاق العالمي.
ملخص: المصير المأساوي لهند رجب
يروي “صوت هند رجب” المصير المأساوي لهند رجب، طفلة فلسطينية تبلغ من العمر ست سنوات، في قلب الصراع في غزة. كانت هند في السيارة مع عائلتها التي كانت تحاول الفرار من القصف. أودت النيران الإسرائيلية بحياة عدة أفراد من عائلتها. في محاولة أخيرة للبقاء، تمكنت هند وابنة عمها من الاتصال بالإنقاذ عبر الهاتف. تم تسجيل هذا الاتصال اليائس من قبل الهلال الأحمر وتم نشره على نطاق واسع على الإنترنت، مما أعطى صدى عالميًا للرعب الذي يعيشه المدنيون الفلسطينيون.
بعد عدة أيام، تم العثور على سيارات عائلة رجب والمسعفين. على سيارة العائلة، تم تسجيل 355 أثر رصاصة، مما يشهد على العنف الشديد الذي أصاب هذه العائلة. من خلال هذا السرد المؤثر، تعرض كوثر بن هنية تأثير الصراع الفلسطيني على حياة الأطفال والعائلات، وتقدم للجمهور الدولي عملًا يعطي صوتًا لأولئك الذين نادرًا ما يُسمع صوتهم على الساحة العالمية.
بين السينما والالتزام
يأتي اختيار الفيلم في البندقية في سياق سياسي حساس. قبل أسابيع قليلة من افتتاح المهرجان، وقعت 1500 فنان على رسالة مفتوحة تدعو المهرجان لاتخاذ موقف ضد الإبادة الجارية في غزة وإعطاء صوت للفلسطينيين. ردت إدارة المهرجان بأن برمجة “صوت هند رجب” تشكل في حد ذاتها موقفًا، مما يسمح بتسليط الضوء على صوت فلسطيني غالبًا ما يتم تهميشه.
السباق نحو الأوسكار: الجدول الزمني والتحديات
ينضم الفيلم التونسي إلى المنافسة على جوائز الأوسكار 2026، حيث سيتم نشر القائمة المختصرة الأولى المكونة من 15 فيلمًا في 16 ديسمبر 2025، تليها القائمة النهائية في 22 جانفي 2026. ستقام الدورة 98 لجوائز الأوسكار في لوس أنجلوس في 15 مارس 2026.
مع هذا الفيلم الطويل، تؤكد كوثر بن هنية قدرتها على مزج المتطلبات الفنية والالتزام والنطاق الدولي، بوضع تونس في قلب الساحة السينمائية العالمية.
في عام 2025، تم منح جائزة أفضل فيلم دولي للبرازيل عن “أنا ما زلت هنا” لوالتر سالس، مما يذكر أن الأفلام التي تجمع بين القوة السردية والتأثير العالمي لديها كل الفرص في هذه المنافسة.
يُعلن “صوت هند رجب” كحدث سينمائي كبير، يجمع بين القوة العاطفية والالتزام، وقد يصبح علامة تاريخية في السينما التونسية المعاصرة.
نائلة إدريس
نقاش حول هذا المنشور