كشفت بعثة أثرية تونسية إيطالية في موقع ثوبوربو مايوس بزغوان عن أحد أفضل الشبكات المائية الرومانية المحفوظة في شمال إفريقيا. هذا الاكتشاف المذهل يضم بئرًا بعمق 25 مترًا، خزانات سليمة، ومجمعين حراريين موسميين كانا مستخدمين حتى القرن الخامس.
بعد أربع سنوات من الأبحاث بقيادة المعهد الوطني للتراث وجامعتي منوبة وبولونيا، يواصل أكثر من 50 خبيرًا العمل في الموقع. اليوم، تحوّل التركيز من التنقيب إلى الدراسة، الترميم، وإبراز أهمية الموقع.
الشبكة المكتشفة تعكس عبقرية الهندسة الرومانية، التي ضمنت تزويدًا مستمرًا بالمياه الصالحة للشرب عبر نظام معقد لجمعها، نقلها وتوزيعها، وصولاً إلى المجاري تحت الأرض. كانت هذه المياه تغذي الحمامات، النوافير والمساكن في مدينة حيث شكلت المياه بنية الفضاء الحضري.
الدراسة الأخيرة كشفت أيضًا عن وجود حدائق ومساحات خضراء داخل المنازل، مما يفتح آفاقًا جديدة لإعادة بناء المناخات المصغرة القديمة وتعزيز القيمة السياحية للموقع.
هذا النهج المبتكر، بالتعاون التونسي الإيطالي المتوازن، سمح بتوسيع الأبحاث إلى ما وراء الحدود الحضرية المعروفة. من المتوقع تنظيم حملة جديدة في خريف 2025، تركز على المساحات الخضراء، الأنظمة المائية المنزلية والمناطق المحيطة.
هذه التطورات تفتح الطريق لمسار ثقافي وسياحي مستقبلي يهدف إلى الحفاظ على التراث الوطني.
نقاش حول هذا المنشور