بعد 50 عامًا على مواطنته السويدية إنغريد بيرغمان، سيتولى المخرج السويدي روبن أوستلند، الحائز على جائزة السعفة الذهبية (بالم دور) مرتين، رئاسة لجنة التحكيم في الدورة الـ76 لمهرجان كان السينمائي، الذي سينتظم من 16 إلى 27 مايو.
وقد تم تعيين المخرج السويدي روبن أوستلند، الحائز على جائزتي بالم دور، كرئيس لجنة التحكيم في الدورة الـ76 من مهرجان كان السينمائي، والتي ستقام من 16 إلى 27 مايو 2023. وهو سيخلف في هذا المنصب فنسان ليندون، الذي منحه جائزته الثانية عن فيلمه “Triangle of Sadness / Sans Filtre” في مايو 2022، وسمح له بالانضمام إلى الدائرة المضيّقة للمخرجين الثمانية الذين فازوا بهذه الجائزة مرتين. وبذلك يصبح أوستلند ثالث سينمائي حائز على جائزتي بالم دور يترأس لجنة تحكيم مهرجان كان بعد فرانسيس فورد كوبولا وامير كوستوريكا والاول الذي تقلد هذا المنصب في العام التالي لفوزه.
” انا حقا سعيد وفخور واشعر بالتقدير لمنحي شرف ترأس لجنة تحكيم مهرجان كان هذا العام، لا يوجد مكان آخر في العالم يثير هذه الرغبة في السينما مثل مهرجان كان عندما يرتفع الستار عن فيلم في المنافسة. يا له من حظ ان يكون الشخص هنا مع هؤلاء الخبراء البارعين رواد مهرجان كان.
أعتقدُ بصدقٍ أن ثقافة السينما تمر بفترةٍ حرجة. فالسينما شيء فريد، يجب ان نتشاركه، المشاهدة المشتركة تفترض المطالبة بالمزيد مما يتم عرضه، وتثري التجربة. وهذا يمدنا بشيء مختلف تمامًا عن الدوبامين الذي يفرز خلال عرض الشاشات بشكل فردي.” صرَّح الرئيس المستقبلي روبن أوستلوند بمناسبة إعلان تعيينه.
بستة أفلام طويلة فقط، نال السينمائي روبن أوستلند اثنتين من الترشيحات في قسم “نظرة ما”، حيث فاز بجائزة لجنة التحكيم لعام 2014، قبل أن يدخل في المنافسة الرسمية. وبمجرد دخوله المنافسة تحصل على جائزة البالم دور مرتين، الأولى عن فيلم “ذا سكوير The square” خلال الدورة السبعين لمهرجان كان السينمائي، والثانية عن فيلمه التالي “مثلث الحزن” Triangle of Sadness الواقع تكريمه العام الماضي، وهي جائزة استحقها هذا الفيلم المذهل عن جدارة. وقد تم ترشيح الفيلم لثلاث فئات مختلفة من جوائز الأوسكار لسنة 2023: أفضل فيلم، وأفضل مخرج، وأفضل سيناريو أصلي.
ولد روبين اوستلند في 13 افريل 1974 في السويد وبدأ يعمل في مختلف محطات التزلج في جبال الألب خلال فصول الشتاء، حيث قام بإنتاج فيديوهات للتزلج لأصدقائه مما سمح له بالحصول على وظيفة في شركة إنتاج محلية وبعدها التحق بمدرسة السينما في جوتنبرج. وبعد حصوله على شهادته في عام 2001، أخرج أول فيلم طويل له سنة 2004 بعنوان The Guitar Mongoloid. يصف السينمائي في الفيلم بطريقة شبه وثائقية تلاقي اقدار شخصيات هامشية في مدينة خيالية تشبه جوتنبرج بدرجة كبيرة. الفكاهة هي طريقة وصف اجتماعية استخدمها أيضًا في أفلامه اللاحقة مثل Play أو Snow Therapy، حيث يستكشف ديناميكية العلاقات الاجتماعية من خلال مواقف غريبة وغالباً ما تكون مأساوية.
يعرف روبين اوستلوند بحسه الفكاهي الغريب والمنطوي على الإيحاء السوقي، والتي لم تجلب له دائما إشادة النقاد.
“كرئيس، سأذكر زملائي في اللجنة بدور السينما. وان الفيلم الجيد تكون له صلة بالتجربة الجماعية، ويحفز التفكير ويشجع على مناقشته، اذن هيا نشاهد الافلام معا”. إختتم روبن أوستلوند.
أجرى المهرجان هذا الاختيار الجريء حتى يمنح دورته المقبلة شخصية قوية، ولمسة من الاستفزاز ومدافع عن السينما في دور العرض. وفي بيانه، أعلن مهرجان كان أن تعيينه هو تكريم للأفلام الصارمة والصريحة التي تتطلب باستمرار من المشاهدين أن يسائلوا انفسهم وأن يستمر الفن في الابداع.
يجب أن تكون لجنة التحكيم لهذه الدورة 76، التي يترأسها أوستلوند، استفزازية مثل أفلامه، ولكن لن يتم معرفة الجواب إلا في 27 مايو 2023، عند نهاية هذه الدورة.
التشكيلة الرسمية لهذه الدورة الجديدة سيقع الكشف عنها في منتصف افريل 2023.
نائلة إدريس
نقاش حول هذا المنشور