تجاوزت تونس عتبة حرجة من الحرارة يوم الاثنين 21 جويلية 2025. وفقًا للبيانات الرسمية للمعهد الوطني للرصد الجوي، سجلت مدينة القيروان درجة حرارة استثنائية بلغت 48 درجة مائوية، محققة بذلك رقمًا قياسيًا لهذا الصيف. هذه الموجة من الحرارة، التي تأتي في سياق الاحتباس الحراري العالمي، أثرت على معظم مناطق البلاد، حيث كانت درجات الحرارة مرتفعة بشكل غير طبيعي مقارنة بالمتوسطات الموسمية.
خلف القيروان، اقتربت ولايات زغوان وتوزر من الرقم القياسي بدرجة حرارة بلغت 47 درجة مئوية. لم تُستثنَ مناطق أخرى: 46 درجة مئوية في سيدي بوزيد، قبلي، ڨابس، مدنين وتطاوين؛ 45 درجة مئوية في تونس، جندوبة وقفصة؛ 44 درجة مئوية في بنزرت، باجة، سليانة وصفاقس، و43 درجة مئوية في الكاف، القصرين والمنستير.
تعود هذه الموجة من الحرارة إلى تيار هوائي ساخن قوي قادم من الصحراء، يُعرف عادة بـ”الشرقي”، الذي يهب على الداخل ويزيد من درجات الحرارة المحسوسة. وفقًا للمعهد الوطني للرصد الجوي، فإن درجات الحرارة المسجلة أعلى من المعدلات الموسمية بـ7 إلى 11 درجة.
لم تعد ذروات الحرارة الشديدة في القيروان وفي مناطق داخلية أخرى من تونس حالات معزولة. تاريخيًا، نادرًا ما كانت درجات الحرارة تتجاوز 45 درجة مئوية، لكن منذ عقد، زادت وتيرة وشدة موجات الحرارة بشكل ملحوظ. في عام 2018، كادت القيروان أن تصل إلى 48 درجة مئوية، بينما في عام 2021، سجلت بعض البيانات رقمًا قياسيًا وطنيًا بلغ 50 درجة مئوية، وهو مستوى لم يُسجل من قبل.
تندرج هذه الظواهر ضمن اتجاه عالمي للاحتباس الحراري الذي يؤثر بشكل خاص على المناطق الصحراوية وشبه القاحلة في البلاد، مما يزيد من المخاطر الصحية والبيئية.
تدعو السلطات الصحية إلى اليقظة في مواجهة المخاطر المتزايدة للجفاف، وضربات الشمس وتفاقم الأمراض المزمنة. و توصي بتجنب التعرض الطويل للشمس، والترطيب المنتظم وتفضيل الأماكن الباردة، خاصة لكبار السن، والأطفال والأشخاص الضعفاء.
هذه الظاهرة الشديدة ليست معزولة. في السنوات الأخيرة، تسجل تونس زيادة في الأيام الحارة التي تتجاوز 45 درجة مائوية، خاصة في المناطق الداخلية. في عام 2021، تم تسجيل ذروة قياسية بالفعل في القيروان بلغت 50 درجة مئوية، وفقًا لبعض البيانات غير الرسمية، مما وضع المدينة بين الأكثر حرارة في العالم.
علاوة على ذلك، تضع هذه الحرارة الشديدة البنية التحتية للطاقة في البلاد تحت ضغط. يصل استهلاك الكهرباء إلى ذروته بسبب الاستخدام المكثف للمكيفات، مما يدفع الشركة التونسية للكهرباء والغاز إلى اللجوء أحيانًا إلى قطع التيار لتجنب الانقطاع التام. وضع مقلق في سياق الطلب القوي وهشاشة الشبكة.
نقاش حول هذا المنشور