استضاف قصر قرطاج يوم الاثنين 21 أكتوبر اجتماعًا بين الرئيس قيس سعيّد ورئيسة الحكومة سارة زعفراني زنزري. وكان محور النقاشات هو الوضع في ڨابس. وقد أشاد رئيس الدولة بالسكان الذين يتعبؤون من أجل «العيش في بيئة صحية»، واصفًا الفترة الحالية بأنها «لحظة فرز تاريخية» للبلاد.
في اليوم السابق، تظاهر عشرات الآلاف من المواطنين في ڨابس بدعوة من الاتحاد العام التونسي للشغل والمجتمع المدني للتنديد بالتلوث الصناعي والمطالبة بحلول دائمة. ووفقًا لتقديرات محلية عدة، شارك ما بين 40,000 و45,000 شخص في هذه المسيرة السلمية، التي شلت المنطقة في إطار إضراب عام تم اتباعه بشكل واسع. بالنسبة لقيس سعيد، تعكس هذه التعبئة «إحساسًا عاليًا بالمسؤولية والوطنية». وأكد أنه يتابع الوضع «ليلًا ونهارًا» وأعرب عن تضامنه مع المتظاهرين.
دغباجي، رمز لمقاومة مستمرة
أشار الرئيس إلى محمد دغباجي، الشخصية التاريخية للمقاومة الوطنية، متحدثًا عن «الشجاعة والوفاء» اللذين يميزان اليوم سكان ڨابس. ومن خلال هذه الإشارة، أراد ربط النضال البيئي المعاصر بتقليد من الصمود الجماعي والتمسك بالسيادة.
ذكر قيس سعيّد أنه منذ عام 2013، تم وضع خطة محلية لمحاولة معالجة التلوث، مدعومة بأعمال علمية. وأكد على ضرورة تطبيق هذه الحلول: «الحق في بيئة صحية هو حق طبيعي لكل مواطن».
كما ندد رئيس الدولة بأي محاولة لاستغلال غضب السكان لأغراض سياسية، مؤكدًا على أولوية القانون والمصلحة العامة. وقال: «تونس ليست للبيع ولا للإيجار»، في صيغة يفضلها لتذكير بالطابع غير القابل للتصرف للسيادة الوطنية. وأخيرًا، أشاد بالتعاون بين المواطنين وقوات الأمن، واصفًا إياه بأنه «حصن ضد أي زعزعة للاستقرار».
نقاش حول هذا المنشور