تفرض تونس نفسها الآن كمحطة ثقة على طريق الحرير السياحي الجديد. وفقًا لتقرير نشرته منصة تونغ تشينغ ترافل الصينية، وهي واحدة من أكبر وكالات السفر عبر الإنترنت في البلاد، تم تصنيف تونس كأول وجهة عالمية الأكثر أمانًا وجاذبية للسياح الصينيين خلال عطلة عيد منتصف الخريف (1-8 أكتوبر 2025)، وفقًا لما أوردته وكالة تونس إفريقيا للأنباء.
هذا التصنيف يضع تونس أمام عمالقة السياحة الدولية مثل اليابان وإسبانيا وفيتنام ونيوزيلندا. وهو رمز قوي في سياق عالمي حيث عادت السلامة وجودة الإقامة لتكون معايير حاسمة للمسافرين.
تسلط دراسة تونغ تشينغ ترافل الضوء على اتجاه واضح: يتجه السياح الصينيون بشكل متزايد نحو الرحلات البعيدة، الفاخرة والآمنة. خلال هذه الفترة، زادت حجوزات المنتجات السياحية المعروفة باسم الخيار الآمن بنسبة 30% مقارنة بعيد العمال، بينما زادت الإقامات التي تزيد عن ليلتين بنسبة 52%.
هذا التحول يعكس تحولًا ثقافيًا: يبحث السياح الصينيون عن تجربة أصيلة وموثوقة في الخدمة بدلاً من الاستهلاك الجماعي. وفي هذه الفئة النوعية، تميزت تونس بتقديم توازن بين التراث والضيافة والاستقرار.
دبلوماسية واستراتيجية ناجحة
وراء هذا النجاح تتشكل استراتيجية لاستعادة السوق الآسيوية، بدأت منذ عدة سنوات من قبل السلطات التونسية والديوان الوطني التونسي للسياحة. المشاركة في المعارض المتخصصة، الحملات المستهدفة على الشبكات الصينية والشراكات مع الوكالات المحلية: كل ذلك يسهم في وضع تونس على رادار المسافر الصيني الحديث.
في شرق أوسط وأفريقيا يعيدان تشكيلهما السياحي، تظهر تونس كبديل آمن وأنيق، بعيدًا عن مناطق التوتر، ولكن قريب من الخيال المتوسطي.
هذا التميز يتجاوز الإطار السياحي فقط. إنه يعزز المصداقية الدولية لبلد يسعى إلى الجمع بين الانفتاح والأمان، التقليد والحداثة. على طريق الحرير في القرن الحادي والعشرين، لم تعد تونس تكتفي بأن تكون مفترق طرق جغرافي: بل أصبحت مفترق ثقة، حيث تجذب الثقافة والاستقرار وجودة الحياة الآن الأنظار القادمة من الشرق.
نقاش حول هذا المنشور