استضافت إذاعة موزاييك أف أم يوم الخميس 20 نوفمبر 2025، سفير جمهورية الصين الشعبية في تونس، وان لي، حيث أبرز التقارب في وجهات النظر بين بكين وتونس حول مبادئ تعتبر أساسية: حماية السيادة الوطنية ومعارضة أي شكل من أشكال التدخل الأجنبي.
ووفقًا له، فإن الصين وتونس تدعمان بعضهما البعض في الملفات التي تمس مصالحهما الأساسية واهتماماتهما الرسمية.
استغل السفير مروره للحديث مطولاً عن قضية تايوان، مذكرًا بالقرار 2758 الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1971، والذي يعترف بحكومة بكين كممثل شرعي وحيد للصين. وأكد مجددًا أنه وفقًا للموقف الرسمي الصيني، لا توجد سوى صين واحدة وأن تايوان تشكل جزءًا لا يتجزأ منها.
تتجاوز هذه التصريحات الحجة الدبلوماسية، حيث توضح الأهمية التي توليها بكين لتوضيح وتكرار عقيدتها في سياق دولي يتسم بالتوترات الإقليمية وإعادة التمركز الاستراتيجي.
تسعى الصين ليس فقط لتذكير بخطوطها الحمراء، بل أيضًا لتعزيز تحالفاتها، خاصة مع الدول التي تشاركها التزامها المعلن بمبدأ السيادة وعدم التدخل.
بالنسبة لتونس، يبقى هذا التقارب المعلن إشارة سياسية: فهو يندرج في إطار علاقة ثنائية تتسم بالتعاون الاقتصادي، وكذلك التوافق الخطابي حول بعض القضايا الجيوسياسية الحساسة.
تندرج هذه التصريحات أيضًا في إطار استراتيجية أوسع للاتصال الصيني تهدف إلى مواجهة التفسيرات المختلفة للقرار 2758 ومنع أي تطبيع دولي لتايوان. من خلال التأكيد علنًا على الدعم التونسي في هذا الصدد، تعزز بكين بشكل رمزي موقفها في مواجهة الدول التي تعارض أو تخفف من قراءتها للنص الأممي.
بالنسبة لتونس، يبقى الموقف المعبر عنه متسقًا مع خطها الدبلوماسي التقليدي، لكنه يدرجها بشكل أوضح في شبكة الحلفاء التي تسعى الصين إلى حشد الدعم الرسمي منها.
نقاش حول هذا المنشور