وسط أجواء حماسية رفرفت فيها الأعلام الوطنية والفلسطينية وتعالت فيها الزغاريد والشعارات المساندة لفلسطين، نظّم أهالي صفاقس، مساء اليوم الخميس بساحة “100 متر” وسط المدينة، استقبالا شعبيا حافلا للمشاركين في قافلة “الصمود” العائدة من رحلتها التضامنية من أجل كسر الحصار المفروض على قطاع غزة.
وصرّح وائل نوار، الناطق الرسمي باسم قافلة “الصمود” وعضو تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين، لمراسلة وكالة تونس إفريقيا للأنباء، بأن كسر الحصار عن غزة “ليس مهمة قافلة واحدة، بل مسؤولية جماعية تقع على عاتق شعوب العالم وأحراره، من خلال المسيرات، والتحركات الشعبية، والمقاطعة الاقتصادية، ودعم المقاومة الفلسطينية بكافة الوسائل”.
وأكد نوار أن القافلة ستخضع لتقييم شامل من أجل الوقوف على نقاط قوتها وتجاوز إخفاقاتها، استعدادًا لإطلاق قافلة “الصمود 2” في غضون الأشهر القادمة، مشيرًا إلى أن “ما تحقق هو خطوة جبارة في مسار طويل ومعقد ما زال يتطلب الكثير من الجهود”.
وعن مجريات الرحلة، أوضح المتحدث أن القافلة انطلقت فجر 9 جوان من تونس العاصمة، وعبرت عدداً من المدن التونسية الكبرى حيث لقيت دعماً شعبياً واسعاً، قبل أن تواصل مسارها باتجاه غرب ليبيا، حيث حظيت هناك أيضاً باستقبال شعبي. إلا أن مسارها تعطل عند بوابة سرت شرق ليبيا، بعد أن منعت من العبور.
وأضاف نوار: “دخلنا في مفاوضات مطولة مع السلطات في شرق ليبيا، لكن رفض مصر السماح بمرور القافلة حال دون إحراز أي تقدم، وفي نهاية المطاف، تمت محاصرتنا من قبل قوات مسلّحة، وأُجبرنا على الانسحاب تحت التهديد باستخدام القوة”.
وأشار إلى أن القافلة حاولت إيجاد منفذ بحري انطلاقاً من ميناء مصراتة، لكن الظروف حالت دون تحقيق ذلك، مما اضطر المشاركين إلى البقاء ثلاثة أيام في ليبيا إلى حين الإفراج عن 15 موقوفاً من تونس، الجزائر، ليبيا والسودان.
وشهد حفل الاستقبال مشاركة واسعة من منظمات المجتمع المدني بصفاقس، من بينها فرع صفاقس سيدي بوزيد للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، والجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات، وتنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين، والاتحاد الجهوي للشغل، والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، والجمعية التونسية من أجل القدس وفلسطين.
نقاش حول هذا المنشور