على الرغم من الشكوك الاقتصادية والجيوسياسية، تؤكد تونس مكانتها كوجهة مفضلة في قلوب المسافرين الفرنسيين.
سواء في الشتاء أو الصيف، تبقى الرغبة في السفر قوية لدى الفرنسيين. لكن في ظل سياق دولي غير مستقر ومع مواجهة وضع اقتصادي كئيب، تتغير العادات، وتضيق الخيارات، وتبرز بعض الوجهات بوضوح.
هذا هو الحال بالنسبة لتونس، التي تصعد هذا العام إلى المرتبة الثانية بين الوجهات المتوسطة المدى الأكثر تفضيلاً لدى المسافرين الفرنسيين، مباشرة بعد الجزر اليونانية، وفقًا لأحدث بيانات نقابة شركات تنظيم الرحلات السياحية (SETO)، التي نقلتها صحيفة لو فيغارو.
مع زيادة بنسبة 13% في الحجوزات لصيف 2025، تتجاوز تونس جزر البليار وتتموضع كبديل اقتصادي مرجعي. يجذب البلد بسبب مناخه المشمس وقربه، ولكن بشكل خاص بسبب جودة خدماته مقابل السعر، في وقت يتعين فيه على الفرنسيين التعامل مع قوة شرائية ضعيفة.
على الرغم من أن الموسم الصيفي لا يزال يتسم ببعض الحذر – حيث ارتفعت حجوزات الفرنسيين بنسبة طفيفة بلغت 1.4% حتى نهاية أفريل، لكنها لا تزال غير مكتملة – يلاحظ المحترفون في القطاع أن الوجهات مثل تونس تستفيد من موقعها “المتاح” لجذب عملاء يبحثون عن الشمس بتكلفة أقل. كما أن الإيرادات الإجمالية لوكالات السفر في ارتفاع بنسبة 2.9%، مما يعكس رغبة الفرنسيين في الحفاظ على مستوى معين من الإنفاق، مع اختيار وجهات أكثر اقتصادية.
تراجع السفر إلى الولايات المتحدة (-14%) والأسعار المرتفعة التي لوحظت في بعض وجهات جنوب أوروبا، مثل اليونان القارية، يعيد توجيه الطلب بشكل طبيعي نحو المغرب العربي. يسجل المغرب أيضًا تقدمًا جيدًا (+12%)، لكن تونس هي التي تهيمن على هذا التحول الاستراتيجي نحو مناطق تُعتبر مستقرة ومرحبة وميسورة التكلفة.
نقاش حول هذا المنشور