تتبنى الشركة الوطنية التونسية خطة استراتيجية لتعزيز جاهزية أسطولها، وتحسين جودة وأمان خدماتها، وفتح خطوط جديدة لزيادة حصتها في السوق.
ترأس وزير النقل، رشيد عامري، يوم الأربعاء 17 سبتمبر 2025 اجتماعًا في مقر الخطوط التونسية خصص لوضع برنامج تجاري جديد. وقد حدد مهلة خمسة عشر يومًا لوضع جدول زمني للإجراءات التي تشمل الصيانة، والعمليات الجوية، والجودة، والأمان. وسيتم إنشاء فرق متخصصة للإشراف على تنفيذها التدريجي.
الهدف مزدوج: ضمان إعداد تقني ولوجستي مثالي للموسم السياحي القادم وتعزيز حضور الخطوط التونسية في السوق، من خلال زيادة حجم الركاب المنقولين وتوسيع الشبكة عبر وجهات جديدة.
شركة تحت الضغط
شدد الوزير على ضرورة إدارة الموارد المالية والبشرية واللوجستية بشكل أفضل وفق أولويات واضحة. كما أكد على أهمية التنسيق السلس بين مختلف هياكل مجموعة الخطوط التونسية، مع تداول المعلومات بشكل شفاف ودقيق، لتسهيل التشخيص واتخاذ القرارات.
وفي هذا السياق، دعا إلى منع تكرار الإخفاقات والتدخل السريع لتصحيحها، قائلاً: “النقل الجوي قطاع حساس وتنافسي للغاية. يجب أن تظل جودة الخدمات والأمان من الأولويات، وكذلك ثقة العملاء والشركاء”.
كما أشاد الوزير بالكفاءات التونسية في مجال الملاحة الجوية والمزايا التي تتمتع بها الشركة الوطنية. ووفقًا له، فإن تحسين استغلال هذه الموارد ضروري لتجاوز الصعوبات وتمكين الخطوط التونسية من استعادة إشعاعها الدولي.
عجز صافي بقيمة 335 مليون دينار في نهاية 2021
نذكر أن البيانات المالية الموحدة لمجموعة الخطوط التونسية، الموقوفة في 31 ديسمبر 2021، تكشف عن نتيجة صافية عجزية بقيمة 335 مليون دينار وتغير سلبي في السيولة بقيمة 41 مليون دينار، بإجمالي صافي الميزانية 2089 مليون دينار.
سجلت إيرادات الخطوط التونسية زيادة بنسبة 8% في الربع الثاني من 2025، لتصل إلى 403.7 مليون دينار، بفضل زيادة عدد الركاب المنقولين، الذي تجاوز 660,000 شخص.
حققت الشركة الوطنية 728 مليون دينار من الإيرادات الناتجة عن النقل خلال النصف الأول من 2025، بزيادة 4% مقارنة بنفس الفترة من 2024. وفي الوقت نفسه، ارتفع معدل الإشغال بمقدار 3.6 نقطة، ليصل إلى 74.8% في نهاية جوان 2025، مقابل 71.2% في نفس الفترة من العام السابق.
رغم هذا التحسن في مؤشرات الأداء، انخفض عدد الركاب المنقولين بنسبة 1.5%، ليصل إلى 1,155,997 مسافرًا.
فوضى مزمنة
لكن الخطوط التونسية، التي تسعى لتحسين صورتها، تعاني من أزمة في الالتزام بالمواعيد: منذ بداية جوان، تُلغى الرحلات دون سابق إنذار، وتتراكم التأخيرات الكبيرة، ويُترك الركاب في المطارات.
رحلة TU-999 نيس–تونس في 30 جوان توضح هذه الحالة: 150 مسافرًا، بينهم أطفال وكبار السن، يعلمون متأخرًا أن رحلتهم أُلغيت — دون توفير أي حل بديل، أو إقامة، أو مرافقة.
نقاش حول هذا المنشور