ثلاثة قتلى في سليمان، مأساة عائلية في المهدية، وطفلة لا تزال مفقودة في قليبية… يبدأ صيف 2025 بألم مع سلسلة من حالات الغرق المأساوية. في مواجهة هذا الظاهرة المتكررة، تدعو السلطات إلى اليقظة.
بينما الموسم الصيفي في أوجه، تكتسي الشواطئ التونسية بالحزن بسبب سلسلة من حالات الغرق المأساوية، التي تذكرنا مرة أخرى بمخاطر السباحة في البحر، خاصة في المناطق غير المراقبة أو التي تخضع لظروف جوية غير مواتية.
في سليمان، بولاية نابل، انتشلت وحدات الحماية المدنية صباح الأحد 29 جوان جثتي شابين من غمرايا، غرقا في اليوم السابق. استمرت عمليات البحث لساعات طويلة، تأثرت ببحر هائج ورياح قوية. في اليوم السابق، فقدت فتاة تبلغ من العمر 17 عامًا حياتها أيضًا على نفس الشاطئ، جرفتها التيارات.
في عرض قليبية، تتواصل العمليات للعثور على طفلة تقل عن خمس سنوات، اختفت يوم السبت بينما كانت تلعب على عوامة قابلة للنفخ. وفقًا للمعلومات الأولية، جرفتها التيارات إلى عرض البحر. تُجرى عمليات البحث من قبل فرق من البحرية الوطنية، والحرس البحري، والحماية المدنية.
أيضًا يوم الأحد، في المهدية، عُثر على شابة تبلغ من العمر 19 عامًا ميتة غارقة في منطقة صخرية غير مراقبة من الكورنيش. كانت هذه المنطقة نفسها مسرحًا لمأساة عائلية أخرى، أودت بحياة ثلاثة أفراد من عائلة واحدة من المكنين، الأسبوع الماضي.
هذه المآسي المتكررة ليست جديدة للأسف. كل صيف، تتزايد حالات الغرق، خاصة في الشواطئ غير المؤمنة، حيث غالبًا ما يتم تنبيه فرق الإنقاذ في وقت متأخر. البحر الأبيض المتوسط، الذي يبدو هادئًا، يمكن أن يصبح خطيرًا تحت تأثير الرياح والتيارات.
في مواجهة هذا الارتفاع، أطلق وزارة الصحة نداءً لليقظة، خاصة للأسر. في بيان نُشر يوم الأحد، يؤكد على الدور الحاسم للآباء في حماية أطفالهم. من بين التوصيات:
– عدم ترك الطفل يسبح بمفرده، سواء في البحر أو في المسبح؛
– مراقبة الأطفال باستمرار، دون الانشغال بالهاتف أو المحادثات؛
– تفضيل الشواطئ المراقبة واحترام الأعلام الإرشادية؛
– تعليم الأطفال السباحة في سن مبكرة؛
– تأمين المسابح الخاصة باستخدام حواجز وإغلاق مناسب.
إذا كان الصيف يعني الاسترخاء للكثيرين، فإنه يبقى فترة عالية الخطورة على السواحل التونسية. تكرار هذه المآسي يبرز الحاجة الملحة لثقافة حقيقية للوقاية، على المستوى الفردي والجماعي. وإلا، ستستمر البحر في ابتلاع، كل عام، أرواحًا شابة جدًا لتختفي.
نقاش حول هذا المنشور