تشكل الزيارة الرسمية للجنرال داغفين أندرسون، قائد القيادة الأمريكية لأفريقيا (أفريكوم)، مرحلة جديدة في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين تونس والولايات المتحدة. استقبل وزير الدفاع الوطني خالد السهيلي يوم الأربعاء المسؤول الأمريكي البارز الذي أشاد بالدور المركزي لتونس في الأمن والاستقرار الإقليميين، مؤكداً مكانة تونس كحليف رئيسي لواشنطن في شمال أفريقيا.
في مقر وزارة الدفاع، ذكر الوزير خالد السهيلي أن العلاقات التونسية الأمريكية، التي تمتد لأكثر من قرنين، تقوم على “الثقة والاحترام المتبادل وتقاسم القيم العالمية”. وقد توسعت هذه التعاون تدريجياً لتصبح ركيزة من ركائز السياسة الدفاعية التونسية، لا سيما من خلال التدريب والتمارين المشتركة وتبادل الخبرات.
أكد الوزير أن تونس تعتزم لعب دورها الكامل في الأمن الإقليمي، من خلال العمل مع الولايات المتحدة لتعزيز الاستقرار في شمال أفريقيا ومنطقة الساحل. وركز على تنفيذ خارطة طريق التعاون العسكري 2020-2030، التي تنص على تطوير القدرات التشغيلية للجيش التونسي، وتحديث معداته، وتعزيز وسائلها اللوجستية في مواجهة التهديدات غير التقليدية: الإرهاب، الجريمة العابرة للحدود، الهجرة غير النظامية، والاتجار بالبشر.
بالنسبة للجنرال داغفين أندرسون، تشكل هذه الزيارة “فرصة لاستكشاف آفاق جديدة للتعاون” وإعادة تأكيد المكانة الاستراتيجية لتونس في الهيكل الأمني الأفريقي. وأشاد قائد أفريكوم بـ “الدور الريادي” الذي تلعبه تونس في مكافحة التهديدات الإقليمية والتزامها باستقرار القارة.
كما أكد الجنرال الأمريكي رغبة واشنطن في مواصلة دعم الجهود التونسية للتحديث العسكري، من خلال برامج مشتركة للتدريب والاستخبارات والدعم اللوجستي.
جرت اللقاء بحضور عدد من كبار المسؤولين العسكريين التونسيين والأمريكيين، في جو وصف بأنه “بناء وواثق”. واتفقت الأطراف على متابعة توصيات اللجنة العسكرية المشتركة التونسية الأمريكية ومواصلة التنسيق في مجال الأمن الإقليمي.
من خلال هذه الزيارة، تؤكد تونس رغبتها في تحمل دور استقراري في شمال أفريقيا ومكانتها كشريك استراتيجي مميز للولايات المتحدة، في وقت تعاد فيه تشكيل القضايا الجيوسياسية والأمنية للقارة الأفريقية.
نقاش حول هذا المنشور