أصدرت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بلاغا عبر صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك اليوم الجمعة أفادت من خلاله أن مكتب مجلس نواب الشعب قرر خلال اجتماعه يوم أمس الخميس 15 جوان 2023 غلق أشغال اللجان البرلمانية والاكتفاء بتمكين الصحفيين والصحفيات من العمل في الفضاءات المخصصة لهم فقط.
وإعتبرت النقابة أن عمليات منع الصحفيين قد تواترت خلال الأيام الخمس الأخيرة من العمل داخل مجلس نواب الشعب حيث تم صباح أمس الخميس منع صحفيين من تغطية أشغال لجنة الصناعة والطاقة والثروات الطبيعية والبنية الأساسية والبيئة من قبل أحد مستشاري اللجنة.
كما تم منع صحفية من العمل يوم الأربعاء 14 جوان 2023 من التغطية الإعلامية وتم تمكينها من حقها في العمل بتدخل مستشارة رئيس مجلس النواب المكلفة بالإعلام والاتصال.
وتم في 12 جوان 2023 منع الصحفيين من تغطية أشغال لجنة التشريع العام من قبل إداريين في المجلس وتم تمكينهم من العمل بعد تدخل رئيس اللجنة وأعضائها، وفق نص البلاغ.
وأضافت نقابة الصحفيين أنه تم التداول في الموضوع أمس ضمن أشغال مكتب المجلس اثر الجدل الذي رافق عمليات المنع المتتالية ومحاولات التعتيم التي مارستها بعض الأطراف الإدارية داخل مجلس نواب الشعب وبعض النواب في حق الصحفيين والصحفيات.
وقد جرد مكتب المجلس أعضاء اللجان من صلاحياتهم في اتخاذ القرارات المتعلقة بآليات تسيير جلسات اللجان التي ينتمون لها، هذا ويقر الفصل 60 من النظام الداخلي في نقطته الأولى أن “جلسات اللجان علنية، وللجنة أن تقرر سرية جلستها بأغلبية أعضائها”، كما وضع الفصل 60 استثناءات في مبدأ علنية أشغال لجان مجلس نواب الشعب للجان القارة وهي المكلفة بانتخاب أعضاء الهيئات ولجنة الأمن والدفاع بموافقة ثلثي أعضائها في حال طلبت الجهة التنفيذية ذلك.
وإعتبرت النقابة قرار مجلس نواب الشعب صادر مساء أمس الخميس 15 جوان 2023 قد نسف مبدأ علنية أشغال اللجان والتف على أحكام الفصل 60 من نظامه الداخلي. وتعسف مكتب المجلس في استعمال صلاحيته المخولة له في الفصل 141 من النظام الداخلي في نقطته الأولى فيما يتعلق بضبط “إجراءات وتراتيب” المواكبة الإعلامية لـ “كافة أشغال المجلس” في التفاف على استقلالية قرار اللجان البرلمانية.
واضافت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين انها تدين ما أسمته “الانحراف الخطير” لقرارات مكتب مجلس نواب الشعب نحو الحد من حرية العمل الصحفي ونسف مبادئ الشفافية وحق المواطنين في الحصول على المعلومات من مختلف مصادرها حول مداولات اللجان وأشغالها وما له من أثر على تعديل ومناقشة مشاريع القوانين المعروضة لدى اللجان البرلمانية.
هذا ودعت النقابة مكتب مجلس نواب الشعب إلى مراجعة قراره في منع التغطية الإعلامية لأشغال اللجان البرلمانية وتذكره كمشرع أن المبادئ القانونية في صياغة التشريعات تقوم على “مبدأ الحرية” وأن تقييد هذه الحرية يخضع إلى استثناءات واضحة تم التنصيص عليها صلب النظام الداخلي لمجلس نواب الشعب وضمن نص دستور 25 جويلية 2022.
كما دعت النقابة نواب المجلس إلى التصدي لنزعة بعض الأطراف داخل المجلس نحو الانغلاق وسعيهم إلى التراجع عن المكتسبات الديمقراطية لسيرورة أشغال مجلس نواب الشعب، وتذكر النقابة النواب بواجبهم في حماية الحقوق والحريات والشراكة بينهم وبين وسائل الإعلام من أجل ضمان الديمقراطية والشفافية واحترام حق ناخبيهم في متابعة جهودهم النيابية في اتجاه ضمان مصالحهم، حسب نص البلاغ.
يجدر التذكير أنه تم منع الصحفيين من تغطية الجلسة الافتتاحية للبرلمان يوم 13 مارس المنقضي، لينظم الصحفيون احتجاجات امام مبنى البرلمان فيقرر البرلمان اثر ذلك السماح للصحفيين بتغطية أشغال المجلس واضعا في ذلك جملة من الشروط اهمها ان يحمل الصحفي بطاقة صحفي محترف او بطاقة اعتماد لسنة 2023.
نقاش حول هذا المنشور