دعا رئيس الجمهورية، قيس سعيد، في بيان مساء أمس السبت، الأمينة العامة ل إستر لينش والتي وصفها بـ “الشخصية الغير مرغوب فيها”، إلى مغادرة تونس، حيث أمهلها 24 ساعة فقط.
هذا ونوه سعيّد إلى أن العلاقات الخارجية للاتحاد العام التونسي للشغل أمر يعنيه وحده، ولكن لا مجال للسماح لأي جهة كانت من الخارج للاعتداء على سيادة الدولة وسيادة شعبها، مضيفا في هذا السياق، “لسلطة والسيادة بيد الشعب الذي أحبّه كما قال الزعيم النقابي الخالد فرحات حشاد في الخطاب الذي ألقاه في شهر نوفمبر 1951 بعد مجزرة النفيضة التي ذهب ضحيتها عدد من الشهداء الأبرار”، وفق ماأورده نص البيان,
ولكن من هي إستر لينش ولماذا أغضبت رئاسة الجمهورية إلى هذا الحد؟
في الواقع، ايستر لانش وهي الأمينة العامة لاتحاد النقابات الأوروبية، كانت متواجدة أمس في تونس، حيث شاركت في تجمع عمالي لاتحاد الشغل بصفاقس، في إطار المسيرات التي دعت لها الهيئة الإدارية سابقا.
ولكن المسؤولة الأوروبية، كانت قد أدلت بتصريحات فيها تدخل سافر في الشأن الداخلي التونسي، حسب تقدير رئيس الدولة.
وقد اعتبرت لانش، في تصريحاتها أن أية هجمة على إتحاد الشغل هي بمثابة هجمة على كل نقابات العالم معربة عن دعمها وتضامنها مع المنظمة الشغيلة، داعية في سياق متصل إلى ضرورة الجلوس إلى طاولة الحوار للتفاوض وحلحلة الوضع الذي تمر بها تونس.
وهنا تجدر الإشارة إلى ان الأمين العام لاتحاد الشغل، نور الدين الطبوبي، كان قد التقى أمس لانش التي حلّت بتونس للتعبير عن تضامنها مع المنظمة الشغيلة، التي نفذت عدة تحركات جهوية بكل من صفاقس والقيروان والقصرين والمنستير ونابل وبنزرت وجندوبة ومدنين وتوزر.
هي وقفات إحتجاجية ومسيرات تأتي في إذار التصدي لسياسة رفع الدعم والتفويت في المؤسسات العمومية ودفاعا عن التونسيين في العيش الكريم وتمسكا بتفعيل كل الإتفاقيات القطاعية وتعبيرا من أبناء النقابات على الإيقافات التي طالت بعض القيادات النقابية خلال الفنرة الأخيرة.
ويشار إلى أنه وعلى ضوء تلك التحركات، أعلن الأمين العام المساعد لاتحاد الشغل، حفيظ حفيظ، على هامش تجمّع عمالي بولاية القيروان، أن المنظمة الشغيلة ستنظم مسيرة وطنية بتونس العاصمة يوم مارس 11 المقبل، تنديدا بتردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وبتنكّر الحكومة لتعهداتها و تضييق الخناق على الحق النقابي، على حد تعبيره.
كيف تفاعل اتحاد الشغل مع الأمر الرئاسي بـ ‘طرد’ “إستر لينش”؟
في أول تعليق على أمر الرئيس قيس سعيّد، قال القيادي البارز في اتحاد الشغل سامي الطاهري، في تصريح لـ رويترز “ندين هذا القرار الصادم، إنه لا يتضمن فقط مواجهة ضد الاتحاد العام التونسي للشغل وإنما أيضا مع الحركة النقابية الدولية”، على حد تعبيره.
وأضاف الطاهري أن “القرار المخجل يلحق الضرر بصورة تونس الثورة، تونس الحائزة على جائزة نوبل للسلام”.
وقال الأمين العام المساعد، إن لينش تعرضت لمضايقات الليلة ومنعت حتى من مغادرة الفندق لتناول العشاء، معتبرا أن ذلك أمر “مخجل”.
نقاش حول هذا المنشور